“فازة السيدات”.. تعرف على أغرب عادات بدو جنوب سيناء في الأفراح
أميرة جادو
رغم التطور والتغيرات التي شهدتها الحياة في جنوب سيناء، ما زالت القبائل البدوية تحافظ على تقاليدها وعاداتها، ما يعكس توازنًا بين الحفاظ على الهوية والتكيف مع متطلبات العصر. تعتبر احتفالات الزواج من أبرز مظاهر هذا التمسك بالأصالة، حيث تستمر الاحتفالات لمدة أسبوع كامل وتتضمن طقوسًا فريدة لم تتغير رغم مرور الزمن وتأثيرات الحضارة الحديثة.
طقوس الأفراح البدوية
وفي هذا الإطار، يقول رشدي سالم، أحد أبناء قبيلة المزينة في جنوب سيناء، إن طقوس الأفراح البدوية تشترك في الأساسيات، لكنها تختلف في مظاهر الاحتفال حسب الحالة المادية للعريس. أحد أبرز العادات هو الفصل التام بين الرجال والنساء، حيث يتم إقامة خيمتين منفصلتين، واحدة للرجال وأخرى للسيدات. فازة السيدات تكون بعيدة تمامًا عن فازة الرجال، وكل خيمة تقيم احتفالاتها الخاصة.
دور العريس في الاحتفال
يظل العريس في فازة الرجال مع أقاربه لاستقبال الضيوف وتلقي التهاني، ثم ينتقل لاحقًا بصحبة عروسه إلى فازة السيدات للاحتفال. في كل فازة يُقدم بوفيه من المشروبات الباردة والساخنة، حيث يكون البوفيه في خيمة السيدات تحت إشراف النساء فقط، ولا يُسمح بدخول أي رجل باستثناء العريس عندما يكون مع عروسه.
مظاهر الاحتفال
تشمل مظاهر الاحتفال استقبال الضيوف وتقديم المشروبات لهم، وبعد صلاة العشاء يقدم الطعام الذي يتكون عادةً من الأرز واللحم والفراشيح. بعد ذلك، تبدأ الفرق الموسيقية بعزف السمسمية، ويرقص الشباب مع العريس حتى موعد دخوله مع عروسه إلى فازة السيدات. يستمر الرقص والغناء حتى الساعات الأولى من الصباح، بينما تكون فازة السيدات مزودة بـ “دي جي” مع حظر التصوير داخلها، وذلك احترامًا للأعراف البدوية.
والجدير بالذكر أن مدة الأفراح تختلف حسب موقع الاحتفال؛ ففي المدن تستمر الأفراح من يوم إلى ثلاثة أيام، بينما في البادية تستمر أسبوعًا كاملاً وتشمل سباقات للهجن ورقصات بالخيل. عادةً ما يجتمع أهل العروسين قبل الزفاف بيومين للإعداد للزفاف وتوزيع المسؤوليات. يتم دعوة القبائل البدوية من مختلف المناطق، سواء من رأس سدر إلى طابا أو من المحافظات الأخرى، مع الاهتمام الخاص بالمعازيم القادمين من مناطق بعيدة.