قبيلة همدان: تاريخٌ عريق تمتد من سبأ إلى العصر الحديث
قبيلة همدان هي إحدى أبرز القبائل العربية التاريخية التي تركت بصمتها في الجزيرة العربية وامتدت آثارها لتشمل مناطق واسعة عبر التاريخ. يرجع أصل القبيلة إلى سبأ في اليمن، وتحديدًا إلى همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة، ويعدّها النسّابون من القبائل اليمانية الكبرى التي لعبت دورًا مهمًا في التاريخ السياسي والثقافي للمنطقة.
أصل ونسب قبيلة همدان
ينحدر نسب قبيلة همدان إلى سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، فهم من القبائل القحطانية التي كانت تستوطن جنوب الجزيرة العربية. وتعود تسميتها إلى همدان بن مالك، الذي أصبح الجد الأعلى لهذه القبيلة. وتنقسم قبيلة همدان إلى فرعين رئيسيين هما:
– بكيل: ويضم مجموعة من البطون والعشائر.
– حاشد: وهو الفرع الثاني من همدان، وله العديد من العشائر القوية.
تاريخ قبيلة همدان
برزت قبيلة همدان منذ القدم في اليمن كقوة اجتماعية واقتصادية، وكانت تتمتع بنفوذ واسع في مملكة سبأ، حيث ساهمت في قيام وإدارة تلك الحضارة العريقة. وقد ظهرت آثارهم التاريخية في النقوش اليمنية القديمة، التي تبرز دور همدان في العديد من المعارك والحروب وكذلك تحالفاتهم مع ممالك يمنية أخرى.
وكان لهمدان دور كبير في تاريخ اليمن القديم، حيث لعبت دورًا محوريًا في الحروب التي خاضتها ممالك اليمن ضد الغزاة، خاصة ضد الرومان والأحباش، وكانت القبيلة تدافع بقوة عن اليمن وأراضيها من الغزاة والمحتلين.
مع بزوغ فجر الإسلام، كان لقبيلة همدان دور بارز في دعم ونصرة الدين الجديد. وقد دخلت همدان في الإسلام في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واعتنقت الدين الإسلامي طوعًا بعد دعوة علي بن أبي طالب رضي الله عنه لهم. وقد أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على همدان بحديثه الشهير: “نِعْمَ القومُ هَمْدَانُ”، وذلك بعد إسلامهم ودعمهم للدعوة الإسلامية.
شاركت قبيلة همدان بفاعلية في الفتوحات الإسلامية، سواء في العراق أو بلاد الشام، وساهم أبناؤها في نشر الإسلام خارج الجزيرة العربية، وكان لهم دور بارز في معركة القادسية وفتوحات فارس والعراق، كما انخرط أفرادها في جيش المسلمين أثناء فتح بلاد الشام ومصر.
استمرت قبيلة همدان في لعب دور مهم في الحياة السياسية والاجتماعية في اليمن عبر العصور. خلال العصور العباسية والأموية، شاركت همدان في العديد من الأحداث السياسية والعسكرية، وتمكنت من الحفاظ على نفوذها في اليمن. كما كانت القبيلة أحد الداعمين الرئيسيين للدولة الصليحية والدولة الزيدية في اليمن، حيث تحالفت القبيلة مع بعض الحكام اليمنيين وساهمت في تشكيل المشهد السياسي هناك.
وفي فترة الاحتلال العثماني لليمن، كانت همدان من القبائل التي قاومت التوسع العثماني وسعت للحفاظ على استقلال اليمن، كما وقفت ضد الحملات العثمانية التي حاولت السيطرة على المنطقة.
لا تزال قبيلة همدان حتى اليوم تتمتع بنفوذ كبير في اليمن، ولها دور مؤثر في الحياة السياسية والاجتماعية اليمنية. وتعتبر من القبائل الكبيرة التي يبرز أبناؤها في ميادين السياسة والاقتصاد والمجتمع اليمني. وقد شاركت القبيلة في عدد من الحركات الوطنية، ولعبت دورًا مهمًا في تاريخ اليمن الحديث، بما في ذلك دعم الوحدة اليمنية عام 1990.
تعد همدان اليوم من أكثر القبائل تأثيرًا في اليمن، وما زالت تحافظ على مكانتها وقوتها رغم الأحداث السياسية المتلاحقة في اليمن. ولها حضور واضح في كل من شمال اليمن ووسطه، حيث تحافظ على تقاليدها وقيمها القبلية في إطار النسيج الاجتماعي اليمني.
العادات والتقاليد في قبيلة همدان
تتميز قبيلة همدان بتراث ثقافي غني يتضمن العديد من العادات والتقاليد التي تعكس عمق ارتباطهم بجذورهم القبلية.
اللباس التقليدي
يحتفظ أفراد قبيلة همدان بلباسهم اليمني التقليدي، مثل الثوب والعمامة والخنجر، الذي يعبر عن هويتهم وثقافتهم.
أعلام قبيلة همدان
قدمت قبيلة همدان العديد من الشخصيات البارزة التي أسهمت في مجالات مختلفة، من أبرزهم:
بعض الصحابة والتابعين
الذين شاركوا في الفتوحات الإسلامية ونشر الإسلام.
– الزعماء والمشايخ: الذين قادوا القبيلة عبر العصور، وكان لهم دور في الدفاع عن اليمن والحفاظ على استقلاله.
– كمل شغل عدد من أبناء همدان مناصب سياسية وعسكرية بارزة في اليمن المعاصر، ولعبوا أدوارًا مهمة في المشهد السياسي.