النائب أحمد رسلان: بين فساد الساسة ومعاناة الشعب
صرّح النائب أحمد رسلان قائلاً: “حين تصبح الأخلاق مجرد ذكرى من الماضي، ويتحول العنف إلى أمر واقع يُفرض علينا التعامل به، نجد أنفسنا أمام واقع مؤلم عنوانه حرب مستمرة. السياسيون في هذا المشهد هم الطرف المؤثر، في حين يكون الشعب هو المتلقي للأثر، ويدخل المال كدافع رئيسي أو ‘مفعول لأجله’. أما الفساد، فقد تكرس حتى أصبح سمة دائمة تنخر في جذور المجتمع.
وفي هذا السياق، نجد الرواتب ممنوعة من الصرف، ويغيب الضمير عن الساحة بشكل مقلق. تتحول المصلحة الشخصية إلى منطلق يبتدئ منه الكثيرون، بينما تتراجع الوطنية إلى مجرد عنوان يتم اللعب به. أما الصدق فيعيش منفيًّا، فيما يُعزَّز الكذب بكامل القوة، لتصبح قلة الأدب سمة يتفاخر بها البعض، وتُمارس الانتهازية بلا حدود أو قيود.
أصبحت الوظيفة وسيلة لتحقيق المصالح الخاصة، إذ تحكمها العلاقات المنفعية، ويصبح الموظف ضحيةً للاستغلال كأنه ‘حرف جر’، في حين تعاني الخزينة من التآكل تحت وطأة الفساد. في هذا المناخ الكئيب، يتأصل الفقر كحالة دائمة، وتظل الأوجاع رفيقة لنا، في حين تجمدت الحياة وتلاشى السرور ليصبح المستثنى الذي يصعب الوصول إليه.
ليس من المستغرب إذًا أن يكون مستقبلنا ضبابيًا بلا ملامح واضحة، فنحن فعلاً بلا دور في هذه المعادلة الغريبة، ولا مكان لنا فيها. نحن بحاجة ماسة لإعادة ترتيب الأمور؛ أن تكون الأخلاق هي الفاعل الأساسي، والوطنية هي القوة الحقيقية، وأن يعود الضمير ليكون حاضرًا دائمًا، حتى نجد أمامنا أفقًا واضحًا ومستقبلًا ينبض بالأمل.