شيماء طه
في إطار جهود الحكومة لمكافحة ظاهرة تعاطي المخدرات، تلقت مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، تقريرًا عن نتائج حملات الكشف المبكر عن تعاطي المواد المخدرة بين سائقي الحافلات المدرسية ، تأتي هذه الحملة في سياق حرص الحكومة على ضمان سلامة الطلاب أثناء تنقلاتهم اليومية، وتعكس التزام الدولة بمكافحة المخدرات وحماية أبناء الوطن .
نتائج الحملة
خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من العام الدراسي 2024/2025، تم الكشف على 1276 سائقًا للحافلات المدرسية في عدة محافظات.
أسفرت هذه الحملات عن انخفاض نسبة التعاطي بشكل ملحوظ، حيث وصلت إلى 0.3%، بعد أن كانت 12% في عام 2017.
يُعزى هذا الانخفاض الملحوظ إلى الجهود المستمرة والمكثفة التي يبذلها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية.
وخلال هذه الحملات، تم ضبط 4 سائقين يتعاطون مخدر “الحشيش”.
تم اتخاذ إجراءات قانونية رادعة ضد هؤلاء السائقين، حيث سيتم فصلهم من المدارس المعنية، بالإضافة إلى إحالتهم إلى النيابة العامة بتهمة القيادة تحت تأثير المخدرات.
يُظهر هذا الالتزام الجاد من قبل الحكومة أهمية تكثيف الحملات ومتابعة حالات التعاطي بصرامة.
آلية تنفيذ الحملات
تستمر حملات الكشف المبكر عن تعاطي المخدرات بين سائقي الحافلات المدرسية طوال فترة الدراسة.
تتم هذه الحملات من خلال فرق عمل مشتركة تضم ممثلين من صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، والإدارة العامة للمرور، والإدارة العامة لمكافحة المخدرات، والأمانة العامة للصحة النفسية.
يتم إجراء التحاليل الطبية للسائقين داخل المدارس، مما يسهل العملية ويضمن الكشف السريع عن الحالات.
تستهدف هذه الحملات أيضًا توسيع نطاقها ليشمل سائقي حافلات نقل طلاب الجامعات والمعاهد العليا الخاصة، بالإضافة إلى سائقي الحافلات الذين ينقلون طلاب المدارس الحكومية.
هذا التوسع يعكس الالتزام الحكومي بتأمين سلامة جميع الطلاب في مختلف المراحل التعليمية.
دور الأسر والمجتمع
من جهة أخرى، يُدعو صندوق مكافحة وعلاج الإدمان أولياء الأمور إلى الإبلاغ عن أي شكاوى أو ملاحظات حول سلوك سائقي الحافلات المدرسية من خلال الخط الساخن 16023.
يُتيح هذا الخط لأولياء الأمور فرصة الإبلاغ عن أي حالات مشتبه بها، مما يسهم في تعزيز الجهود المبذولة في هذا المجال.
يمكن أن تشمل العلامات التي تشير إلى تعاطي السائقين للمواد المخدرة احمرار العين، وجود هالات سوداء تحت العين، عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية، والتصرفات العصبية أو البطء المبالغ فيه.
إن توعية الأسر بهذه العلامات قد يساعد في الكشف المبكر عن حالات التعاطي وبالتالي حماية الطلاب.
تأثير الحملات على المجتمع
تعتبر هذه الحملات جزءًا من إستراتيجية شاملة لمكافحة الإدمان والتعاطي في مصر. فالمخدرات تمثل تحديًا كبيرًا يؤثر على المجتمع بأسره، ويؤدي إلى عواقب سلبية على الصحة العامة والأمن الاجتماعي.
من خلال تكثيف حملات الكشف المبكر، يمكن تقليل عدد السائقين المتعاطين للمخدرات، مما يساهم في تحسين السلامة على الطرق.
لقد نجح صندوق مكافحة وعلاج الإدمان خلال السنوات الماضية في تعزيز الوعي المجتمعي حول مخاطر تعاطي المخدرات، وتحقيق انخفاض ملحوظ في نسبة التعاطي بين سائقي الحافلات المدرسية.
وهذا يعكس التعاون المثمر بين مختلف الجهات الحكومية والمجتمع المدني.
الجهود المبذولة في مكافحة المخدرات تمثل خطوة هامة نحو بناء مجتمع خالٍ من المخدرات، ويعكس التزام الدولة بحماية الأجيال القادمة من مخاطر الإدمان .
تظهر هذه المبادرات أن مصر تسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الأمان الاجتماعي والتنمية المستدامة، مما يعزز ثقة المواطنين في جهود الحكومة نحو حياة سليمة .