تعرف على اسباب حصار الطائف أربعين يوماً ..
وقعت غزوة الطائف في شهر شوال من السنة الثامنة للهجرة بين 12000 من قوات المسلمين بقيادة الرسول محمد وقبيلتي ثقيف وهوازن. هدفت الغزوة إلى فتح الطائف والقضاء على قوات ثقيف وهوازن الهاربة من غزوة حنين. بعد هزيمتهم في حنين، لجأت فلول هوازن وثقيف إلى المدينة وتحصنت داخل سورها المنيع بقيادة مالك بن عوف النصري، مما دفع الرسول محمد إلى المسير نحو المدينة بعد فراغه من حنين.
وعندما وصل المسلمون إليها، عسكروا هناك لعدة أيام وفرضوا حصارًا على المدينة. خلال الحصار، تعرض المسلمون لرمي شديد من أهل الحصن مما أدى إلى مقتل اثني عشر منهم. بناءً على نصيحة الحُبَاب بن المنذر، ابتعد المسلمون عن الحصن لكنهم استمروا في الحصار من موقع بعيد.
كما ابتكر المسلمون وسائل لضرب الحصار، حيث قام سلمان الفارسي بصناعة منجنيق لقذف حصون الطائف بالحجارة. كما صنعوا دبابة خشبية لحماية الجنود أثناء تقدمهم نحو القلاع والحصون. رغم تمكنهم من كسر جزء من السور، إلا أن أهل الطائف أفشلوا التقدم بإلقاء الحَسَك الشائك المُحمَّى بالنار على المسلمين.
وفي محاولة لإضعاف معنويات ثقيف، بدأ المسلمون في تحريق نخيلهم. استجاب الرسول محمد لنداءات أهل الطائف وترك النخيل لله وللرحم. ثم نادى منادي رسول الله بأن أي عبد ينزل من الحصن ويخرج إليهم فهو حر، فخرج بضعة عشر رجلاً فأعتقهم الرسول وقدم لكل منهم رجلًا من المسلمين ليقوم بشأنه.
ولقد استمر الحصار أربعين يومًا، إلا أن أهل الحصن كانوا قد أعدوا مؤونتهم لسنة كاملة، مما جعل الحصار غير مجدٍ. بعد استشارة نوفل بن معاوية الديلي، أمر الرسول محمد بفك الحصار وعاد المسلمون إلى المدينة المنورة وهم يقولون: «آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون».