الحزن والمناعة
بقلم الإعلامي – عادل رستم
قرأت الكثير من المقالات والنصائح التي تربط بين التوتر والقلق والاكتئاب والحزن والهم وعلاقتهم بالمناعة. وكيف انهم جميعا يسببون نقصا في المناعة.
الدكتور هانى الناظر، رحمه الله وكنت من المداومين لكل ما يكتبه وكان يشغل رئيس المركز القومي للبحوث الأسبق، علاوة على استاذيته في الأمراض الجلدية قال أن هناك علاقة وطيدة بين الحزن والتوتر والأجهزة المناعية لجسم الإنسان، موضحا أن تعرض الشخص للحزن المتواصل والقلق الشديد يضعف الجهاز المناعى لديه ويجعله عرضة للإصابة بأمراض عديدة أهمها الأمراض الجلدية والفيروسية.
ويضيف الدكتور أمجد الحداد استاذ المناعة ان هناك ارتباط ما بين الجهاز المناعي لجسم الإنسان والعوامل النفسية والعصبية مثل مشاعر الحزن والأسى والنكد المتكرر والاكتئاب وأيضا الخوف والقلق، حيث إن الشخص الذي يتعرض لنوبات من الحزن والأسى يكون جهازه المناعي أكثر عرضه للإصابة بالأمراض المعدية، وكذلك الدخول في مضاعفات عند الإصابة تؤدي إلى الوفاة.
كل تلك المعلومات نحتاج ليس فقط لقرأتها او حتى تأملها بل تحتاج الى فعل من شأنه أن يقدم خطوات ملموسة في سبيل إيجاد حلول او معالجة مما يمكن أن يتعرض له الكثير من الأفراد. وللأسف نحن لانذهب للطبيب الا اذا كان هناك مرضا عضويا وربما ايضا ننتظر حتى يستفحل المرض. ولاندرك اهمية العوامل النفسية والتي تصب جام غضبها على كل الإنسان جسدا وروحا.
وهنا أظن أن الحاجة تستدعي أن نشير إلى بعض الأدوار وربما في عجالة لبعض مؤسساتنا ولكوني إعلاميا أعتقد أن لكل وسائل الإعلام دورا غاية في الخطورة وربما أحيانا تكون هي سببا وليس علاجا بما تبثه للجمهور المستهدف تزيد من أعباء القلق والتوتر بل والاكتئاب أحيانا.
هنا تجدر الإشارة إلى أهمية وضع استراتيجية تعتمد على معايير مدروسة للبرامج .
كما أشير إلى أن المجتمع المدني تخلى في الفترة الأخيرة أيضا عن مسئولياته باعتباره سندا ويعالج مناطق الخلل ربما اهتم بعضة بالعامل الاقتصادي ورغم أهميته إلا أن بناء الإنسان وسلامته النفسية ضرورة واجبة.
ربما سنحتاج وقتا لكي نعي أهمية أن نقي أفراد المجتمع من براثن القلق والتوتر والحزن ولكن أيضا من المهم أن نبدأ حتى ولو تأخرنا.