تاريخ ومزارات

الجامع الأزهر.. معهد علمي يؤمه الناس من كل فج

وضع حجر الأساس فى تشييد الجامع الأزهر الشريف، منذ 1044. وبناه جوهر الكاتب الصقلي (إلياس الصقلي) بعد عام من فتح الفاطميين لمصر. وبعد أن أنشأوا قاعدة ملكهم الجديدة مباشرة وفتح للصلاة في شهر رمضان عام 361(هـ سنة 972م).

بني المسجد في الجنوب الشرقي من القاهرة على مقربة من القصر الكبير الذي كان موجوداً حينذاك بين حي الديلم في الشمال وحي الترك في الجنوب. قيل إنّه سمى الأزهر إشارة إلى السيدة الزهراء، وهو لقب فاطمة بنت الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) التي سميت باسمها أيضا مقصورة في المسجد.

بناء الجامع الأزهر

يروى أن البناء الأول للمسجد كان به صورة طيور منقوشة على رأس ثلاثة أعمدة حتى لا يسكنه طير ولا يفرخ به. ولما جاء الحاكم بأمر اللَّه (386-411هـ ـ 996-1020م) زاد في بناء المسجد وحبس الأوقاف عليه وعلى غيره من المساجد. وقد زاد المستنصر والحافظ في بناء المسجد شيئاً قليلاً، وظل الازهر محط عناية الفاطميين طوال عهدهم

وفي عهد الأيوبيين، منع صلاح الدين الخطبة من الجامع وقطع عنه كثيراً مما أوقفه عليه الحاكم. وانقضى نحو قرن من الزمان قبل أن يستعيد الجامع الأزهر مكانته التى كان عليها.

وعندما اعتلى الملك الظاهر بيبرس المملوكى عرش مصر، زاد في بنائه وشجّع التعليم فيه. وأعاد الخطبة إليه فحذا حذوه الكثير من الأمراء. ومنذ ذلك العهد ذاع صيت المسجد وأصبح معهداً علمياً يؤمه الناس من كل فج. ولقي الأزهر من عناية البلاد الشيء الكثير، بعد أن دمرت غزوات المغول في المشرق معاهد العلم، مما أدى إلى دمار مدارسه الزاهرة.

زلزال مدمر

تعرض المسجد لزلزال مدمر فى عام 702هـ، فتولّى عمارته الأمير سهاد. ثم جددت عمارة الجامع في عام 725هـ على يد محتسب القاهرة محمد بن حسن الأسعردي.

وعندما سقطت منارة الجامع عام 800هـ، أمر السلطان برقوق بتشييدها على نفقته الخاصة. وأنشأ فيه صهريجاً للماء وشيّد سبيلاً وأقام ميضأة، وشيّد مدرسة بالقرب من المسجد.

أما قايتباي فكان أكثر الناس رعاية للجامع الأزهر في القرن التاسع الهجري. كما كان له الفضل كذلك في إقامة منشات للفقراء والعلماء. كما بنى قانصوه الغوري آخر سلاطين المماليك المئذنة ذات البرجين.

وفي العهد العثماني، كان الفاتح سليم شاه كثيراً ما يزوره ويصلّي فيه. وقد أمر بتلاوة القران فيه وتصدق على الفقراء المجاورين له وطلبة العلم الشرعي.

أما الزاوية التي أقيمت ليصلّي فيها المكفوفون وسمّيت بزاوية العميان. فقد بناها عثمان كتخدا القزدوغلي (قاصد أوغلي) في عام 1148هـ.

وحظي الأزهر باهتمام حكام أسرة محمد على في عهدها الأخير. حيث بذلوا جهدهم للإبقاء على ما لهذا الجامع من مجد وصيت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى