قبائل و عائلات

غرائب لا تصدق.. أفراد قبيلة “باجاو” يسبحون لقاع المحيط بدون معدات غوص

أسماء صبحي 

اكتشف العلماء حديثًا أن أفراد قبيلة “باجاو” الإندونيسية التي تعيش على سواحل إندونيسيا منذ أكثر من 1000 عام. تمتلك القدرة على الغوص إلى قاع المحيط بدون استخدام معدات. وهذه القدرة ليست نتيجة فقط لمهاراتهم البدنية القوية، ولكنها ترتبط أيضًا بوجود طفرة جينية فريدة في أجسادهم.

قبيلة باجاو

تُعرف قبيلة باجاو في إندونيسيا بمهاراتها العالية في الغوص الحر والصيد بالرماح. بالإضافة إلى قدرتها على التكيف مع الحياة المائية. ويعيش أفراد القبيلة في قوارب منزلية ويمضون الكثير من وقتهم في البحر. وقد تم اكتشاف وجود التركيب الجيني الذي يمكنهم من الغوص إلى قاع المحيط بدون معدات.

ويتمتع أفراد قبيلة باجاو بقدرات رئوية غير عادية ومهارات سباحة قوية. تمكنهم من الغوص لمسافات تصل إلى 230 قدمًا باستخدام أوزان بسيطة ونظارات خشبية. وفقًا للأبحاث، يقضي أفراد القبيلة ما يقرب من 60% من وقتهم تحت الماء. حيث يقومون بالغوص لمدة تصل إلى ثماني ساعات يوميًا.

وتشير الدراسات إلى أن القدرة الفريدة لأفراد القبيلة على الغوص ترتبط بوجود طحال كبير لديهم. يتم تنشيط هذا الطحال عندما يتعرض الجسم للماء. مما يسهم في زيادة مستويات الأكسجين في الجسم بنسبة تصل إلى 9%.

ويعتقد العلماء أن شعب باجاو يمتلك تكيفًا وراثيًا يزيد من حجم الطحال. ويعزز قدرتهم على السباحة لفترات طويلة ومسافات بعيدة.

طفرة جينية

بالإضافة إلى ذلك، يشير الباحثون إلى أن هذه الطفرة الجينية ربما تكون مرتبطة بمستويات هرمون الغدة الدرقية. وقد توصلوا إلى هذا الاستنتاج من خلال دراسة الفقمات التي تغوص عميقًا وتمتلك أيضًا طحالًا كبيرًا بشكل غير متناسب. وعلى الرغم من ضعف المعرفة حول وظائف الطحال البشري والوراثة المرتبطة به. إلا أن الأبحاث تشير إلى أن تعديل مستويات هرمون الغدة الدرقية قد يكون له تأثير على القدرة على التكيف مع البيئات المائية.

على الرغم من أن هذا الاكتشاف مدهش، إلا أنه لا يعني أن جميع أفراد القبيلة الإندونيسية يمتلكون هذه القدرة. إنها طفرة جينية نادرة توجد في بعض الأفراد فقط. ومع ذلك، فإن هذا الاكتشاف يسلط الضوء على تعددية القدرات البشرية والتكيف الجيني مع البيئة.

وتُعد هذه الدراسة مثالًا آخر على التأثير الذي يمكن أن يحدثه الوراثة في قدرات البشر. وقد تساهم هذه الاكتشافات في فهم أفضل للوراثة والتكيف البشري. وقد تفتح أبوابًا جديدة للبحث في مجالات مثل الطب والرياضة وعلوم البيئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى