حوارات و تقارير

أسرار الكانون: رحلة الطهي التقليدي التي تتحدى الزمن

قد لا يكون “الكانون” مألوفًا للكثير من الشباب اليوم، ولكنه كان يومًا ما جزءًا لا يتجزأ من كل منزل مصري تقليدي، وظل مستخدمًا في المنازل الريفية حتى العهد القريب.

تاريخ الكانون

الكانون، الذي كان يُعتبر النسخة الأولى من البوتاجاز في مصر، كان يُستخدم أساسًا لطهي الطعام. كان بسيطًا واقتصاديًا في تصميمه، حيث كان يتطلب فقط الطين والطوب اللبن لصناعته، وكان الوقود المستخدم فيه متوفرًا بالمجان، إذ كان الناس يستخدمون بقايا النباتات الجافة كالبوص والقش والأجزاء الصلبة من جذوع النخيل وفروع الأشجار المقطوعة. وكانت ربة المنزل تضيف هذه المواد بحرص للتحكم في حجم اللهب وتجنب الحرائق.

كان الكانون يُصنع من الطين أو الطوب اللبن، مشابهًا للفرن الطيني التقليدي ولكن بحجم أصغر بكثير وبتصميم مكعبي يحتوي على فتحة علوية للطهي وأخرى سفلية لإشعال النار. كان يُستخدم ليس فقط لطهي الطعام بل وأيضًا لتدفئة المنزل في الأيام الباردة.

وفي هذا الصدد قالت منى رياض ربة منزل، إن طهي الطعام على الكانون  يتطلب وقتًا أطول للنضج بسبب بطء اللهب مقارنةً بالبوتاجاز الحديث، وعلى الرغم من أن هذا قد يُعتبر عيبًا بالنسبة للبعض، إلا أنه كان يُعطي الطعام مذاقًا شهيًا وفريدًا. كان الطعام المطهو على الكانون يحتفظ بنكهته الأصيلة وبالعناصر الغذائية المفيدة بشكل أفضل.

ومع تقدم الزمن، شهد الكانون تطورًا في تصميمه حيث بدأ يُصنع من الطوب الأحمر وبشكل مربع، ولكن الكانون التقليدي ظل هو الخيار المفضل في القرى، خاصةً عند ارتفاع أسعار أنابيب الغاز.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى