المزيد

حكاية “سيد قلعة الموت”.. وجوه مختلفة لزعيم الحشاشين  

أميرة جادو

يعتبر اسم “حسن الصباح” من الأسماء التي تثير حولها الكثير من الجدل وما زاد الأمر جدلاً هو تأسيسه لجماعته الخاصة على مذهب الإسماعيليين، حيث أصبح زعيم “الحشاشين”، وهي الشخصية التي يجسدها الفنان كريم عبد العزيز في دراما رمضان 2024، حيث يحمل المسلسل اسم “الحشاشين”.

من هو حسن الصباح زعيم الحشاشين؟

“حسن الصباح” هو مؤسس الدولة الإسماعيلية النزارية التي تقع في بلاد فارس، بعدما حدث نزاع على خلافة المستنصر الفاطمي (ت. 487ه) بين ولده الأكبر وولي عهده نزار وبين أخيه الأصغر أحمد الذي نصب فعليًا في مصر بلقب المستعلي بالله، فقد هزم نزار وقُتل عام 488 هـ، وقام “الصباح” بتأسيس جماعة أطلق عليها اسم”الحشاشين” في قلعة نائية شاع عنهم الكثير من القصص الصعبة.

سيد قلعة الموت

والجدير بالإشارة أن “الصباح” من الشخصيات الروائية والدرامية الدسمة التي توقف أمامها التاريخ ليسجل عدد من أحداثها، حيث أطلق عليه سيد قلعة الموت “زعيم طائفة الإسماعيلية النزارية”، وأصبح “زعيم الحشاشين” زعيمًا لتنظيم أثار الرعب والخيال بالنفوس، حيث أصبح الاسم مادة دسمة استغلها كتاب الأدب وصناع الدراما.

جماعة الحشاشين

وهي من الجماعات التي تفننت في إتقان فنون التخفي والقتل في صمت، حيث استخدموا عدة طرق ملتوية من أجل تجنيد الشباب والأطفال في القرون الوسطى، كما ارتكبت تلك الجماعة عدة جرائم خلال حكم الدولة العباسية.

ميلاد حسن الصباح وانتقاله إلى مصر

ولد “الصباح” في بلاد فارس “إيران حاليا”، جاء الصباح إلى مصر كآلاف الفقراء الذين جاءوا لتعلم المذهب الشيعي في عصر ازدهار الدولة الفاطمية في مصر، وقد رافق أثناء زيارته شاعر الرباعيات “عمر الخيام” و”نظام الملك”، وكان الثلاثة رفقاء في سكن واحد في منطقة المجاورين بالقاهرة.

ووفقا لما ذكره الدكتور “أسامة السعيد” في كتاب “دواعش عبر التاريخ”، فأن “الصباح” بعد أن عاد إلى بلاده بدأ في تكوين جماعته الخاصة على مذهب الإسماعيليين، ولكنه قرر الدعوة بطريقة مختلفة غير الوعد بالجنة والحياة الأبدية في نعيم، حيث أنشأ الصباح حدائق مليئة بالفواكة والقصور الفارهة وأنشأ قنوات مليئة بالعسل واللبن والخمر في واد بين جبلين شاهقين.

صفات جماعة الحشاشين

من الصفات التي يجب توافرها في الأطفال والفتيان الذين اجتذابهم “الصباح” لإتباع المذهب الجديد، هي السمع والطاعة، حيث كانت جماعة الحشاشين بارعة في استخدام الخناجر في الموت والتخفي كالأشباح للإجهاز على ضحاياهم..

ويجدر الإشارة إلى أن “الصباح” قد استخدم الحشيش والأفيون للسيطرة على أتباعه وضمان الطاعة العمياء لأوامره، حيث كان يضع المخدر في جلسة العلم فيحملون وقد غاب وعيهم، وحين يفيقون يجدون أنفسهم في جنة الصباح التى صناعها، فيقبعون بعض الأيام، ويتم تخديرهم ونقلهم إلى نفس المكان الذين حملوا منه أول مرة، فيتحدثون أمام الحاضرين الجدد عما شهدوه في الجنة.

نهاية جماعة الحشاشين

نجحت تلك الطريقة الشيطانية في استقطاب العديد من المريدين والأتباع إلى الجماعة بعد غسل أمخاخهم وتغييب وعيهم، وقامت جماعة الحشاشين بتنفيذ عدد كبير من الجرائم منها انه قتل رفيق دراسته “نظام الملك” وقد تم اغتياله في أحد أيام الجمعة بالمسجد، علاوة على محاولة اغتيال الخليفة العثماني “المسترشد بالله”.

والجدير بالذكر أن نهاية جماعة “الحشاشين” الحقيقية على يد المغول الذين هاجموا قلعة «آلموت» وحرقوها وقتلوا أهلها ولم ينج منهم سوى الأطفال حتى قتل أمير الحشاشين في ذلك الوقت هو وكل أفراد أسرته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى