رحلة قبائل المشواش: من أصولهم في ليبيا إلى التأثير في مصر
قبائل المشواش هم قبيلة ليبية عريقة سكنت غرب مصر قبل الميلاد، اشتهرت بمهاراتها القتالية وشجاعتها، ولعبت دورًا هامًا في تاريخ مصر القديمة.تشير الأصول إلى قبائل ساحلية في ليبيا الحالية. حيث استوطنوا منطقة خليج سرت قبل انتقالهم شرقًا إلى مصر.
علاقتهم بمصر
منذ عصر الأسرة الثامنة عشرة، وتحديدًا في فترة حكم الملك تحتمس الثالث (1504-1450 ق.م). ظهر شعب المشواش كشعب يقدم الجزية أمام الفرعون المصري. تجلى وجودهم من خلال العديد من الآثار. حيث تم ذكر اسمهم على جزء من آنية فخارية في قصر الملك أمنحتب الثالث (1391-1353 ق.م). هذا السياق يشير إلى وجود صلات اقتصادية بين مصر وشعب المشواش، حيث تضمنت الآنية دهن طازج من أبقار المشواش.
خلال عصر الملك رمسيس الثاني (1303-1213 ق.م)، لاحظنا استخدام المشواش في جيش مصر جنبًا إلى جنب مع الشرادنة والقهق والنوبيين. ولكن، عندما واجه المشواش المصريين في عصر الملك مرنبتاح (1213-1203 ق.م).ظهر العداء لحكام مصر.
قبائل المشواش
بدأت قبائل المشواش، مع بداية الأسرة الثامنة عشرة المصرية، في التجمع حول حدود مصر الغربية، حيث كانوا يسعون للاستقرار في دلتا وادي النيل. ورغم مقاومتهم من الملوك المصريين. نجحوا في الاستقرار في بعض المناطق، وشكلوا جاليات عسكرية جنبًا إلى جنب مع تضافرهم في صفوف الجيش المصري.
في حماية حدودها الغربية، قامت مصر ببناء خط دفاعي يمتد من راقورة إلى أم الرخم، يشير إلى تهديدات جادة من الغرب. تأكيدًا لذلك، انتصر الملك مرنبتاح على القبائل الليبية. بما في ذلك المشواش، الذين حاولوا غزو مصر.
في عهد الملك سيتي الأول من الأسرة التاسعة عشرة (1294-1279 ق.م)، تظهر رسالة تفصيلية حول معارك حدثت ضد القبائل الليبية، ومن بينهم المشواش. كما يوثق نقش منتصف عصر الأسرة التاسعة عشرة أن عملًا في جبانات دير المدينة توقف بسبب القلاقل التي سببها المشواش.
في فترة الأسرة العشرين، وبالتحديد في عهد الملك رمسيس السادس (1145-1137 ق.م)، يذكر في رسالة عن تحركات دائمة للمشواش ونشاطاتهم العسكرية. تعزز هذه الأخبار الافتراض بأن المشواش كانوا مستمرين في نزاعات حربية مع مصر ويتطلعون إلى الاستيطان في وادي النيل والدلتا. يظهر أيضًا تفاعلهم مع الحياة الاجتماعية المصرية والاندماج في الجيش المصري، حيث كان لديهم دور بارز في التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة.
تأسيس الأسرة الثانية والعشرون
وصل أحد زعماء المشواش، وهو شيشنق، إلى حكم مصر، حيث أسس الأسرة الثانية والعشرون عام 943 قبل الميلاد، والتي حكمت مصر قرابة قرنين من الزمان
