عادات و تقاليد

حفلات الزفاف في الجزائر مزيج بين الثقافات الأمازيغية والعربية والأوروبية

أسماء صبحي

تنبض حفلات الزفاف في الجزائر بثقافة هذا البلد العريق المتعدد الثقافات بين الأمازيغية والعربية والأوروبية. والتي أسفرت عن خليط من العادات احتار الخبراء في تحديد أصولها. وفي السطور التالية نستعرض أبرز عادات الأعراس في الجزائر.

حفلات الزفاف في الجزائر 

والأعراس في الجزائر تقام لها عدة حفلات وليس حفلاً واحدًا، البعض منها يخص العريس، والآخر يخص العروس. باستثناء حفل الزفاف نفسه، والذي يجمع العروسين معا. وأول أيام هذه الاحتفالات يكون يوم الحَمّام، وتذهب فيه العروس إلى حمام عام لتستحم وتعتني بجسدها. وسط الكثير من ذويها الذين يغنون لها، حيث يعتقدون أن هذا الطقس يجلب الحظ السعيد لها.

اليوم الثاني للاحتفال بمنزل العروس ويسمى بـ“يوم حنة الحبيب”. حيث تحتفل خلاله النساء بالعروس ويغنين لها، بعد أن ترسم لها متخصصة زخارف على يديها وجسدها بالحناء. وتستغل المقربات من العروس هذه المناسبة ويرسمن هن أيضا بالحناء على أيديهن أو أجسادهن.

اليوم الثالث هو يوم آخر للحنة، ويرسل خلاله ذوي العروس ما يعرف بـ”التصديرة” إلى بيت العريس. وهي ملابس العروس بالإضافة إلى مفروشات المنزل، كما يرسل العريس إلى عروسته هدايا وحنة أخرى مع نساء من أهله. والذين يضعونها على أيدي وأرجل العروس، بالتزامن مع حفل مليء بالغناء والرقص.

وقبل إرسال التصديرة إلى بيت العريس، تقوم الأخيرة باستعراض فساتينها وملابسها أمام الحاضرات المحتفلات بها في منزلها. ثم ترتدي كل فستان أمامهن وتمر بينهن ليشاهدوه ويثنوا عليه.

أخيراً ليلة الزفاف، والتي تتزين فيها العروسة عند (الكوافير) وترتدي الفستان الأبيض، ويرتدي العريس بدلة أوروبية. ويعقد الحفل في قاعات وفنادق، وفي بعض الأحيان يعقد في منزل العريس. وأثناء الحفل توزع الحلوى والمشروبات، وهناك عادة تراثية لا تزال موجودة وهي توزيع الحليب والتمر.

لا يتوقف الأم عند هذا الحد، ففي اليوم التالي للزفاف يقام ما يعرف بـ”الحزام”. ويذهب فيه أهل العروسين إلى بيت الزوجية، وخاصة من النسوة. وتخرج عليهن العروس وهي ترتدي ”جبة الفرقاني”، ثم تحزم خصرها بوشاح ذهبي، وترقص وسط جموع النسوة الحاضرين.

ولا تذهب والدة العروس إلى ابنتها في هذا اليوم ويدها فارغة. وإنما تحضر معها كمية كبيرة من الطعام، وأهمها قصعة كبيرة من الكسكسي، مزينة باللحم والبيض والحمص. وأطباق من الكبد واللحم الحلو، وغيرها من الأصناف الجزائرية.

عادات غريبة خلال الفرح

بالإضافة إلى ما تم ذكره، هناك عادات أخرى غريبة ومميزة خلال حفلات الزفاف في الجزائر، ومنها:

  • في حال كان للعروس أخ أصغر، فإنه يقوم باخفاء حذائها قبل أن تخرج من بيتها إلى الزفاف. وذلك بهدف التعبير عن حزن هذا الأخ على فراق أخته، وتشيع هذه العادة بمنطقة الهضاب العليا، شرقي الجزائر.
  • وهناك عادة أخرى شائعة في غرب الجزائر وهي خروج العروس من بيت والدها وهي تحت أطراف يديه. حيث يضع يديه على كتفيها، قبل تسليمها لعريسها. وهو طقس يعبر عن مدى عزة العروس وحماية والدها لها ودعمها وحبها.
  • ومن العادات الغريبة أيضاً، أن تكسر العروس بيديها بيضة عند وصولها إلى باب منزل الزوجية. ويفضل أن تكون بيضة من دجاج الخم البري. لاعتقادهم أنه يجلب الحظ ويطرد الشر من بيت الزوجية، وتشيع هذه العادة بمنطقة القبائل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى