المزيد

مقتطفات من تاريخ الدولة العثمانية

مقتطفات من تاريخ الدولة العثمانية

كتب – عمر محمد

  • يقول الدكتور محمد حرب في مقدمة كتابه ” العثمانيون في التاريخ و الحضارة ” ما يلي :

 

《 ودولة العثمانيين أطول دولة في التاريخ – *نظنه يقصد الإسلامي- ، ولا يطول عمر الدول إلا بحضارة وعدل، وحضارة العثمانيين هي ذروة تطور الحضارة الإسلامية، وهم جديرون بالإهتمام وتاريخهم من الأهمية بمكان عظيم ، وهو موصول بعهد طويل من تاريخ الشرق العربي .

 

بدأ الاهتمام بتاريخ العثمانيين وحضارتهم في أوروبا في القرن السادس عشر في معاهد الاستشراق والجامعات الأوروبية، عندما أرادت الدول الغربية – أثناء صراعها الطويل مع العثمانيين الذين تقدموا في أوروبا تقدما أفزعها ولم تره أوروبا من دولة إسلامية من قبل – أن تدرس هذا العدو العملاق – أي العثمانيين – لذلك نشأت دراسات العثمانيين في أوروبا، عدائية للإسلام وبالتالي للعثمانيين، بغية فهم الدولة العثمانية لتقويض دعائمها، حتى يرتاح الغرب ويسود – هو- في الشرق.

 

ثم وفد الطلاب المبتعثون من العالم الإسلامي إلى الجامعات الأوروبية ومعاهد أوروبا للتحصيل، وحصلوا – ضمن ما حصلوه – تاريخ العثمانيين وحضاراتهم؛ وبالتالي حملوا أيضا عداء العثمانيين. ورجع هؤلاء الطلاب إلى بلادهم ليدرسوا تاريخ العثمانيين وعداء العثمانيين، وتناقلت عدة أجيال مسلمة، هذا العداء، حتى الآن، دون أن يفطن أحد إلى الأصل في هذه المسألة .

 

يقول الأستاذ الجليل الدكتور نهاد جنين مدير معهد الدراسات الشرقية.ورئيس قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة إستانبول :

{ إذا كانت أوروبا وإيران وروسيا والدول الاشتراكية تعادي العثمانيين لأنهم عملوا على إعلاء كلمة الله ونشر الحضارة الإسلامية، فالمثير للعجب أن تعادي بعض البلاد الإسلامية، العثمانيين }

 

وحدثني الزميل مازن مطبقاني أن أستاذه في المرحلة الجامعية قال :

{ ولقد كان بطل الموقف الحقيقي في فتح القسطنطينية هو الإمبراطور قسطنطين، لما تمتع به من تضحية وشجاعة !!}

 

واحتج مازن مطبقاني على ذلك بقوله :

{ كان الأولى باستاذنا الكريم أن يبرز دور محمد الفاتح لأنه كان هو البطل الحقيقي لما تمتع به من عبقرية سياسية وعسكرية وقيادية ! }

 

إن معاداة العثمانيين قضية يحمل لواءها في البلدان العربية وغير العربية أصحاب المذاهب المعادية للإسلام، والسبب : هو- إسلامية الدولة العثمانية، لذلك لا يناصر تاريخ العثمانيين وحضاراتهم إلا هؤلاء الذين آمنوا بالإسلام تاريخا وحضارة.

 

هؤلاء وأولئك يحتاجون إلى معرفة تاريخ العثمانيين وحضارتهم معرفة صحيحة، وهو ما أعتقد أنني أحاول عمله.

وهذا هو هدف الكتاب الذي بين أيديكم الآن…

د. محمد حرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى