المزيدكتابنا

الأرشيف ذاكرة الأمة

الأرشيف ذاكرة الأمة

بقلم: الإعلامي عادل رستم

في حياة الأمم أيام شامخات تقف لتحكي كل شيء. تنقل للأجيال أحداث تاريخية تصبح علامة بارزة وهدفها حفظ كل شيء أكان انتصار أو هزيمة إبداع أو فشل تقدم أو تخلف. تفاصيل ربما تصبح الحاجة أن تعاد مرة أخرى تربط الماضي بالحاضر والحاضر بالمستقبل . يمكن اعتبارها في بعض الأحيان البنية التحتية التي بمكن البناء عليها.

وتعرف ويكيبيديا الأرشيف أو ربائد ومفردها ربيدة هو كل وثيقة مهما كان شكلها أو وعاؤها تم إنشاؤها أو تلقيها من قبل شخص مادي أو معنوي أو مؤسسة أو منشأة خاصة أو عامة في إطار إنجازها لنشاطها. ولتفاصيل أكثر يمكن تعريف رَبَائِدُ الْمَكْتَبَةِ “هو مَا تُصَانُ فِيه الكتُبُ والسِّجِلاَّتُ. كلمة «الأرشيف Archives»:- مشتقة من كلمة يونانية قديمة هي «Arche-أرخ»، أو «Archeion-أرخيون» وكانت تعنى «مبنى الإدارة أو مكتب رئيس القضاة أو مجلس الشيوخ وفي المدن الصغيرة كانت تطلق على مجلس البلدية أو مجلس المدينة» وعلى سبيل الجمع أستخدمت أيضا الكلمة اليونانية «أرخيون-Archeion» بمعنى «الوثائق والمستندات العامة المحفوظة في مجلس الشيوخ أو مجلس المدينة».

وكنا نشاهد مثلا في الأفلام القديمة ومازال بعضها قائم حتى اليوم أنه مكان به مئات الأرفف تحمل ملفات قديمة تدون في سجلات يقف على إدارتها رجل مسن بنظارات سميكة تدعو الحاجة غالبا للذهاب إليه لاستخراج وثيقة أو معلومة مفيدة لشخص أو مؤسسة أو حتى دولة.

كما أن الأيام دول. ونتيجة للتطور الكبير الحادث من ثورة تكنولوجية، فقد تغير المسمى وتطور وتنوع وأصبح أكثر تخصصا وأكثر قدرة من حيث سهولة وسرعة الحصول على المعلومة.

أرشيف اليوم

و إذا كانت الأحداث هي من تصنع الأرشيف ، فالأرشيف بدوره يعيد تشكيلها و يقيم صناعة التاريخ من خلال توثيقها و حفظها و الحفاظ عليها ، لهذا فهناك علاقة وطيدة ومتكاملة تربط بين الأرشيف و التاريخ ، إذ لا يمكننا الحديث عن التاريخ بدون التطرق لموضوع الأرشيف ، أو من غير الاطلاع على الأرشيف بمختلف أشكاله و مصادره ، كما لا يمكننا الحديث عن الأرشيف بمنأى عن الأحداث التاريخية التي عاشتها الشعوب .

وربما تغيرت الآليات وأصبحت الحاجة ملحة لاستخدامها ووقفت أدلة البحث وأدوات التواصل الاجتماعي في مقدمتها لتصبح شاهدة على العصر …

 

وحتى لايأخذنا السرد التاريخي ونغرق في التعريفات واسقاطا على الحدث التاريخي الذي نعايشه وهو الحرب على غزة والذي بدأ في السابع من أكتوبر والذي يعتبر تاريخا فارقا سيكون مؤثرا على قادم الأيام. ونؤكد أن التوثيق أصبح العنوان الرئيسي لحفظ التفاصيل اليومية وحفظ الأحداث الجسام. يشارك في هذا الأرشيف وسائل الإعلام وأدوات التواصل الاجتماعي وبعض المؤسسات المتخصصة.

أرشيف اليوم ينقل بالصوت والصورة كل تفصيلة ليحكي ماحدث بدقة للأجيال القادمة … ويصبح وثائق نعود إليها وقت دعت الحاجة لذلك. وتوافرت الإرادة على ذلك لدمغ المحتل بما ارتكبه من مجازر وجرائم ضد الانسانية أمام المحكمة الجنائية والأهم محكمة الأيام. سنحتاج هذا الأرشيف لنحكي لأبنائنا وأحفادنا مدعومة بالوثائق..

أرشيف اليوم لا يكتب فقط عن طريق جهة واحدة أو يوثق من طرف واحد بل يتم تأكيده من مصادر مختلفة . ولايمكن طمسه أو تزويره أو كتابته بهوى . إنه حق أصيل للأجيال القادمة وللتاريخ.. «الأرشيف ذاكرة الأمة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى