تاريخ ومزارات

“كأني أكلت”.. أغرب اسم جامع بين مساجد مدينة إسطنبول والعالم

أسماء صبحي 

مسجد (صانكي يدم – Yedim sanki) أو “كأني أكلت”، واحد من أشهر الجوامع في تركيا إن لم يكن في العالم أجمع. ولا يرجع سبب شهرته إلى كونه أجمل أو أكبر مسجد، بل إلى قصة بنائه. التي تشير إلى قيمة الورع والتقوى والرغبة الشديدة في الفوز برضي الله عز وجل.

حكاية مسجد كأني أكلت

كان هناك رجل ورع يعيش في منطقة الفاتح ويدعى “خير الدين كججي أفندي”. وكان عندما يذهب إلى السوق، وتتوق نفسه لشراء فاكهة، أو لحم، أو حلوى. يقول في نفسه: “صانكي يدم”، أي بمعنى “كأنني أكلت”. ثم يقوم بحفظ ثمن ذلك الطعام في صندوق له.

وبعد مرور العديد من السنوات وقيامه بتوفير معظم دخله، زادت الأموال في صندوقه شيئاً فشيئاً. حتى تمكن بالمبلغ الذي وفره من بناء مسجد صغير في محلته. ولما كان سكان المحلة يعرفون قصته، أطلقوا على المسجد اسم (صانكي يدم) أي “كأنى أكلت”. ويقع هذا المسجد في زقاق (كرباجي نام) وبالتركية (kirbaci nam sok) في منطقة الفاتح (fatih) بين البيوت القديمة.

أضرار جسيمة 

وقبل الحرب العالمية الأولى، تعرض المسجد لأضرار جسيمة إثر حريق ضخم، وظل مهجوراً حتى عام 1959-1960. تم أعيد ترميمه من قبل سكان الحي وجمع التبرعات، ويتواجد على باب مسجد كأني اكلت، حجر من الرخام مدون عليه تلخيص بسيط لقصة أغرب اسم جامع في مدينة إسطنبول.

ويظل جامع “كأني أكلت” شاهداً على إخلاص وزهد عميقين لرجل فقير، قاوم كل ملذات الحياة ورغد العيش حتى يبني جامعاً يظل أثراً في الحياة الدنيوية وأجراً كبيراً في الآخرة. لتلخص قصة هذا الرجل حكمة عميقة تترك أثرها في النفوس حين التفكير فيها، وهي: إذا نادتك لذائذ الحياة، فأجبها: “كأني أكلت”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى