قبائل و عائلات

الكلدانيين: شعب بلاد ما بين النهرين الذي أنشأ إمبراطورية بابلية عظيمة

الكلدانيين هم جماعة بشرية عريقة تنحدر من بلاد ما بين النهرين، ولهم تاريخ طويل ومجيد في الحضارة والعلوم والفنون. في هذا المقال، سنتعرف على أصل الكلدانيين وتاريخهم وثقافتهم وإسهاماتهم في الإنسانية.

أصل الكلدانيين

لا يوجد اتفاق بين العلماء على أصلهم، ولكن هناك عدة نظريات مختلفة. بعض العلماء يرجحون أن موطنهم الأصلي هو شواطئ الخليج العربي جنوب العراق، وأنهم من الشعوب السامية الغربية التي هاجرت إلى بلاد ما بين النهرين في القرنين الحادي عشر والتاسع قبل الميلاد بعض العلماء يقولون أنهم آراميون من أصل أورارتي، وأنهم عبدوا الرب خلدي الذي سموا على اسمه بعض العلماء يذهبون إلى أن الكلدانيين هم أقوام خرجت من شبه الجزيرة العربية، وأنهم سموا بهذا الإسم لاستنباطهم الأرضين والمياه، أو لعبادتهم النجوم والفلك.

تاريخهم

ظهر اسمهم في المصادر القديمة لأول مرة في القرن التاسع قبل الميلاد، عندما كانوا يعيشون في منطقة جنوب بلاد الرافدين، وينقسمون إلى عدة بيوتات أو مجموعات، مثل بيت داكوري وبيت اموكاني وبيت يقيني وغيرها. كان الكلدانيين يتعرضون للهجوم والاستعمار من قبل الآشوريين، الذين كانوا يسيطرون على بابل وما حولها. لكن الكلدانيين استطاعوا أن يقاوموا الآشوريين، وأن ينشئوا ممالك مستقلة في بعض الأحيان. أول ملك كلدي حكم بابل كان مردوخ بل أديني الثاني، الذي تمرد على الآشوريين في القرن الثامن قبل الميلاد، وشكل حلفا مع العيلاميين والآراميين ضد آشور. لكنه لم يستطع الصمود أمام سرجون الثاني وسنحاريب، اللذين هزماه وطرداه من بابل.

أتى عصر الذهب للكلدانيين في القرن السادس قبل الميلاد، عندما تمكن نبوبولاسر، زعيم بيت اموكاني، من الاستيلاء على بابل بعد ثورة ضد الآشوريين في عام 626 قبل الميلاد. وبالتحالف مع الميديين والسكيثيين والكيمريين، أسس نبوبولاسر الإمبراطورية البابلية الحديثة، التي أنهت حكم الآشوريين بالاستيلاء على نينوى في عام 612 قبل الميلاد. وسع نبوبولاسر وخلفاؤه، مثل نبوقدنصر ونبونيد، حدود الإمبراطورية البابلية لتشمل بلاد ما بين النهرين وسوريا وفلسطين ومصر وجزء من أناضول. كانت الإمبراطورية البابلية مركزا للعلوم والفنون والدين. واحتفظت بالتراث السومري والأكدي والبابلي القديم، مع تأثر بعض الجوانب بالثقافة الآرامية والعيلامية والميدية.

انتهى عصرهم في عام 539 قبل الميلاد، عندما هزم كورش الثاني، ملك فارس، نبونيد في معركة أوبيس، ودخل بابل دون مقاومة. وبذلك، أصبحت بابل جزءا من الإمبراطورية الفارسية الأخمينية، وفقدت الكلدانيين سيادتهم وهويتهم الوطنية. لكن الكلدانيين استمروا في العيش في بلاد ما بين النهرين، والمحافظة على لغتهم وديانتهم وعاداتهم، والمشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية للإمبراطوريات التي تعاقبت على حكم المنطقة.

ثقافتهم

كانت ثقافة الكلدانيين ثقافة متنوعة ومتطورة، تنبع من تراث بلاد ما بين النهرين العريق، كما تتأثر بالتفاعل مع الشعوب المجاورة. كانت اللغة الأكدية هي اللغة الرسمية للكلدانيين، وهي لغة سامية تستخدم الخط السومري المسماري. فيما  كانت اللغة الآرامية هي اللغة العامية للكلدانيين، وهي لغة سامية تستخدم الخط الآرامي الأبجدي. كما كانت الديانة البابلية هي الديانة الرئيسية لهم، وهي ديانة وثنية تعبد الآلهة السومرية والأكدية والبابلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى