«التصعيد أم الاحتواء؟».. خبير يكشف سيناريوهات محتملة بعد إعلان حالة الحرب في إسرائيل
أميرة جادو
تستمر عملية طوفان الأقصى لليوم الثالث، بعد أن بدأت حركة حماس، صباح يوم السبت الماضي، في إطلاق سلسلة من الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية واقتحام مقاتلين فلسطينيين إلى داخل مستوطنات وبلدات إسرائيلية، والتي كانت بمثابة مفاجأة كـ “الصاعقة”، لإسرائيل والعالم كله، مما أحدث بلبلة لدى الجانب الإسرائيلي ودفعه إلى إعلان الاحتلال حالة حرب وسط مطالبات باحتواء الوضع ووقف التصعيد.
الأولى منذ 50 عامًا
وللمرة الأولى منذ حرب السادس من أكتوبر عام 1973، أعلن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس الأحد، أن الاحتلال في حالة حرب وهدد بتحويل منشآت حماس إلى أنقاض، بعد تنفيذ حركة حماس عملية “طوفان الأقصى”.
وفي هذا الصدد، كشف نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، الدكتور مختار غباشي، أن إسرائيل وجدت نفسها في موقف مفاجئ مما أصابها بحالة من الارتباك، وحجم ردود الفعل يظهر ذلك بوضوح، والأمر مرشح للتصعيد، ولاسيما بعد إطلاق عدة قذائف من الساحة اللبنانية على مزارع شبعا وغيرها، وردت إسرائيل وأعلن حزب الله اللبناني مسئوليته، وهذا التصريح يعني أن حزب الله مرشح بشكل ما للصدام.
وأشار “غباشي”، إلى أن عنصر المفاجأة يشبه في تأثيره بحدوث الزلزال داخل إسرائيل، حيث حدثت لأول مرة مواجهة في الأرض الفلسطينية المحتلة داخل إسرائيل، وفي العديد من المستوطنات الإسرائيلية داخل غلاف غزة، بعد أربعة كيلو متر وأكثر، فتم إخلاء أكثر من 6 أو 7 مستوطنات، موضحًا أن وتيرة الصراع ما بين الطرفين يمكن أن تتصاعد، لاسيما وأن حجم القتلى والأسرى الإسرائيليين غير مسبوق منذ عام 1973.
سيناريوهات محتملة للأوضاع في غزة
وأردف “غباشي”، أن هناك أطراف إقليمية وعالمية تحاول تهدئة الأوضاع ووقف التصعيد، إلا أن الأوضاع تتجه نجو التصعيد في حالة دخول أطراف أخرى مثل حزب الله أو غيره، ولكن هناك محاولات لاحتواء الوضع من قبل أطراف إقليمية ودولية.
وتابع “غباشي”، أن كلا الاحتمالين واردان، لأن عدد القتلى والأسرى الإسرائيليين يشير إلى أن الهدوء هو الأقرب إذا أرادت إسرائيل وقف هذا الصراع، لكن في الوقت نفسه فالضربات التي بدأت تشنها على قطاع غزة، ستؤدي إلى تصعيد الأوضاع واشتعالها.
العامل الحاسم
وفي السياق ذاته، يرى “نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية”، أن العامل الحاسم في هذا الأمر هو شكل الضغوط التي ستمارس على المستويين الدولي والإقليمي، فضلا عن العقلية الإسرائيلية التي تواجه اختلافين مهمين، إذ كانت المفاجأة بمثابة صدمة له، ولكن في الوقت نفسه تخشى على سجنائها في قطاع غزة.
واستطرد، أن العالم العربي يكثف جهوده من أجل احتواء الوضع من خلال التعاون والمشاورات المستمرة، وستظهر سيناريوهات الوضع ونتائجه خلال الساعات القليلة القادمة، فقد تنفجر الأوضاع في حالة دخول أطراف أخرى مثل حزب الله اللبناني أو سرعان ما يتم احتواؤه من قبل العقلاء داخل إسرائيل وفي المجالين الدولي والإقليمي.
عملية طوفان الأقصى
والجدير بالإشارة أن جيش الاحتلال بدأ إخلاء سكان مستوطنات غلاف غزة، مع استمرار القتال لإنقاذ الرهائن المحتجزة لدى الفصائل الفلسطينية، فيما أفادت “القناة 13” الإسرائيلية، أنه حتى الآن تم إحصاء أكثر من 600 قتيل إسرائيلي وإصابة أكثر من ألفي إسرائيلي، بينهم عشرات الجرحى في حالة حرجة.
كما أعلنت “وزارة الصحة الفلسطينية”، أن إجمالي عدد القتلى في غزة وصل إلى 370 شهيدا بينهم 20 طفلًا، علاوة على إصابة 2200 آخرين بجروح متفاوتة.
ويذكر أن في جنوب لبنان، قامت إسرائيل بقصف عدد من المواقع هناك، فضلًا عن إعلانها عن إسقاط طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله اللبناني قرب مدينة صفد، وذلك بعد أن أعلن حزب الله اللبناني إطلاق قذائف المدفعية والصواريخ باتجاه 3 مواقع في مزارع شبعا المحتلة في إسرائيل.