قبيلة تنوخ اصولهم وتاريخهم
قبيلة تنوخ اصولهم وتاريخهم
التنوخيون أو تنوخ قبائل عربية كانت تقطن في جنوب سوريا والأردن (مملكة الأنباط سابقا) وغربي العراق وشمال شبه الجزيرة العربية منذ القرن الأول قبل الميلاد. أحياناً تطلق عليهم المصادر اليونانية اسم «ساراكينوس».
كان جذيمة الأبرش ملكاً على قبائل التنوخيين المذكورة في نقوش أم الجمال والنمارة. ومن القبائل التنوخية قبيلة لخم/المناذرة التي أسست مملكة الحيرة في العراق وقبيلة الغساسنة الذين حكموا جنوب بلاد الشام. وتقول الاساطير العربية أن التنوخيين حاربوا زنوبيا ملكة تدمر غير أن ذلك لا يمكن إثباته.
استعمل التنوخيون الخط النبطي وبلغة عربية في نقوشهم وكانوا حلفاء الرومان ويبدو أنهم استطاعوا إخضاع قبائل مثل نزار ومعد وأزد التي كانت تقطن في شمال الجزيرة العربية.
التاريخ
حسب هشام الكلبي، كان أول ملوك تنوخ مالك بن فهم ثم خلفه بعد موته أخوه عمرو بن فهم ثمّ جذيمة الأبرش، وجاء بعد جذيمة الأبرش ابن أخته وولي عهده الملك عمرو بن عَديّ الذي يُعتبر جد الملوك اللخميين المناذرة.
ويبدو أن ملك تنوخ مالك بن فهم كان يحمل نفساً أبية وهمة عالية، وروحاً تواقة، ولذلك فما إن استتبت له شؤون المُلك والزعامة في بادية الشام واجتمعت إليه كلمة العرب في المنطقة حتى تسامى بهمته إلى أرض العراق مستثمراً حالة الشقاق والخلاف بين ملوك الطوائف وطامحاً لتأسيس مملكة عربية كبرى تسيطر على كامل المنطقة. وهكذا تحركت هذه الموجة العربية العارمة إلى أرض العراق، بمجموعتين أو جيشين قاد الجيش الأول منهما – كما يقول ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ زعيم قبيص الحيقاد بن الحنق، وقصد هذا وجيشه مملكة الأرمانيين الذين سكنوا بابل وما حولها، فأغاروا عليهم، ثم جاء الجيش الثاني بقيادة مالك بن فهم ملك تنوخ في جمع كبير من قبائل العرب فهاجم الأرمانيين وأجلاهم عن الأرض التي كانوا يسيطرون عليها وتابع طريقه إلى مملكة الأردوانيين فأخرجهم من الأرض التي حكموها واستقر المقام بمالك بن فهم ومن معه في منطقة الأنبار حتى حدود الحيرة لتأسيس أول مملكة عربية تمتد من حدود الحيرة شرقا وحتى حوران غرباً. وبالطبع فإن العراق تحول في هذه الأثناء من إقليم إلى مملكة يتبع الدولة العربية العتيدة.
في عهد الملك مالك بن فهم تأسست الأرضية الصالحة لنشوء الدولة، غير أن شؤون الملك والحكومة لم تكن قد تطورت بعد. واستمرت هذه الحال إلى ما بعد موت مالك بن فهم وتولي شقيقه عمرو بن فهم سدة الحكم، غير أن هذا لم يعمر طويلاً فتوفي خلفه الملك جذيمة بن مالك المعروف بـالأبرش. يعتبر عدد كبير من المؤرخين جذيمة الأبرش الملك المُؤسس لمملكة اللخميين العرب في الحيرة والأنبار وسائر الجنوب العراقي امتدادًا إلى حدود عُمان، وهي المملكة التي كانت اللبنة الأولى لدولة المناذرة.
في عهد الملك جذيمة الأبرش استقر الملك للعرب وتطورت أساليب إدارة الحكم وشؤون المُلك، ولا شك أن جذيمة الملك استفاد من معارف الأرمانيين وأنظمتهم وأساليبهم في تدبير شؤون المُلك. ووصفه المؤرخون بأنه ملك عظيم ضم إليه شمل العرب وأسس لهم أركان دولة كبيرة وغزا بجيوشه الممالك المتاخمة لدولته الممتدة.
وجاء بعد جذيمة الأبرش ابن أخته وولي عهده الملك عمرو بن عَديّ الذي يُعتبر جد الملوك اللخميين المناذرة. وفي عهد عمرو بن عديّ تحالفت هذه المملكة العربية مع دولة الفرس الساسانيين التي تأسست وازدهرت في بلاد فارس، وبدأت تبسط نفوذها وسيطرتها على جزء كبير من العالم. وقد تولى الملك عمرو بن عديّ سدة الملك عام 268 للميلاد، واستمر حكمه حتى عام 288 للميلاد، وعاصر من ملوك ذلك الزمان الملك شمر يرعش ملك حمير التُبعي والملك سابور بن أردشير وبهرام هرمز بن سابور «الأول» ثم بهرام الثاني بن بهرام الأول ملوك الإمبراطورية الساسانية.
في هذه الفترة كانت البحرين إقليماً تابعاً لدولة المناذرة التي اختارت الحيرة عاصمة لها، وكان ملوك الحيرة ينتدبون من قبلهم ملوكاً محليين يمارسون ولايتهم على مناطق محددة من الدولة الشاسعة. وبالطبع كانت البحرين من هذه الممالك المحلية، أما «أوال» فكانت حاضرة البحرين الإقليم، وإليها كانت تعود شؤون حكم هذا الإقليم، غير أنه من الجدير بالذكر أن البحرين في هذه الأثناء وخاصة «أوال» كانت قد بدأت تعود إلى عهودها الزاهرة وازدهارها التجاري والاقتصادي وعادت من جديد لتشكل واحدة من أهم أسواق العرب وميناءً تصل إليه السلع والبضائع من مختلف أنحاء الدنيا، وكان يسكن البحرين في هذه الأثناء مجموعة قبائل عبد القيس وربيعة وإياد، فيما كانت ربيعة تسيطر على «أوال» بشكل خاص. وكان الملوك المحليون للإقليم من هؤلاء وهؤلاء، أي يكون الملك لعبد القيس تارة ولربيعة تارة أخرى، بينما تحتفظ كل قبيلة بزعيمها المباشر، أما الدولة الأم أي مملكة المناذرة فكانت تُقيم ما يشبه التحالف مع الإمبراطورية الساسانية ولم تكن تابعة لهذه الإمبراطورية في هذا الوقت.
استمرت ولاية عمرو بن عديّ على مملكة المناذرة نحو عشرين سنة خاض خلالها عدة حروب مع عدد من الممالك المحاذية، وكانت أشهر هذه الحروب حربه مع مملكة تدمر في بلاد الشام وهي حرب اختلطت فيها الأسطورة بالحقيقة وتمازج فيها الخيال بالواقع فدخلت بذلك ديوان الأقاصيص والروايات والسير الشعبية العربية.
أما التاريخ العربي الموثق فيحكي الكثير عن الملك التالي الذي جاء بعد عمرو بن عديّ وهو امرؤ القيس بن عمرو بن عدي الذي تجاوزت طموحاته طموحات من سبقه من الملوك العرب وكان بحق صاحب أول مشروع وحدوي لتوحيد الأرض العربية وتشكيل دولة عربية واحدة، تطاول بمكانتها الإمبراطوريتين السائدتين آنذاك، وهما إمبراطورية الفرس الساسانيين والإمبراطورية الرومانية. اعتلى الملك امرؤ القيس بن عمرو سدة المُلك عام 288 للميلاد، وعاصره من ملوك التبابعة في حميرَ ثلاثة ملوك هم: شمر يرعش ثم افريقس الملقب بذي القرنين، ثم يمريرجب. أما معاصروه من ملوك الإمبراطورية الساسانية فهم: بهرام الثالث ثم نرسي بن بهرام ثم هرمز بن نرسي ثم الإمبراطور الدموي سابور الثاني المُلقب بذي الأكتاف.
يعتبر امرؤ القيس بن عمرو واحداً من أقوى ملوك المناذرة، بل من أقوى ملوك العرب قبل الإسلام. استمر حكمه نحو أربعين سنة نهض خلالها إلى إنجاز حلمه الكبير لتوحيد العرب في دولة واحدة، فأخضع لسلطانه القبائل والملوك المحليين في سائر البلاد العربية كالحجاز ونجد وتهامة والعراق والشام وحدود اليمن، وغزا مملكة الحميريين التبابعة من اليمن فانتصر على الملك شمر يرعش وقلص نفوذه إلى ما وراء نجران، وهاجم بقبائل عبد القيس وربيعة القاطنين في البحرين سواحل بلاد فارس مستخدماً أسطولاً بحرياً حربياً كبيراً، فعبر إلى أرض الفرس واحتل أجزاءً منها كما هدد بغزواته مشارف الإمبراطورية الرومانية، إلا أنه ما لبث أن تصالح مع ملوك الرومان، وتحالف معهم إبان ظهور الإمبراطور الساساني سابور الثاني (ذي الأكتاف) وعودة القوة والازدهار إلى الدولة الساسانية التي سعت بمجرد اشتداد أمرها للثأر من هذا الملك العربي. وعثر على قبره المستشرق الفرنسي رينيه ديسو (1868 – 1958 م) بين خرائب النمارة في حوران. ومن بين أنقاض ذلك القبر وجد حجرا من البازلت مقاسه 4 أمتار و 40 سنتمترا في 3 أمتار و 30 سنتمترا تقريبا ويكون الحجر العتبة العليا من القبر، ومكتوب عليه بالحرف النبطي وهو أقرب إلى اللسان العربي كما هو شائع حينذاك طول متر وستة عشر سنتمترا عرض 23 سنتمترا كما توضحه الصورة المنقولة عن كتاب «تاريخ العرب قبل الإسلام» الجزء الثالث للدكتور جواد علي: وترجمة هذه الكتابة تقرأ على النحو التالي: 1- هذا قبر امرئ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم الذي تقلد التاج. 2- وأخضع قبيلتي أسد ونزار وملوكهم وهزم مذحج وقاد. 3- الظفر إلى أسوار نجران مدينة شمر وأخضع معدا واستعمل بنيه. 4- على القبائل ووكلهم فرساناً للروم فلم يبلغ ملك مبلغه. 5- إلى اليوم. توفي سنة 223 م في اليوم السابع من أيلول سبتمبر. فيما ظل المُلك من بعده متداولاً في سلالة امرئ القيس بن عمرو غالب الأحيان وباستثناء فترات قليلة جداً، فقد توارث المُلك على الحيرة والدولة العربية المنذرية أبناء وسلالة امرئ القيس بن عمرو منذ عام 370 للميلاد وحتى عام 638 أي بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام بنحو 27 سنة وهي السنة التي ازدهرت فيها حركة الفتوح الإسلامية خارج الجزيرة العربية حيث كان أول وصول للمسلمين إلى فارس من البحرين ومنها بدأ حملة القضاء على دولة الفرس، وهكذا ظلت البحرين ومنذ بدء التكوين التاريخي للمنطقة مؤثرة في مسارات أحداثها الكبرى وركيزة مهمة من ركائز بناء تاريخ المنطقة وظل ملوكها من أبرز صُناع التاريخ البشري في هذه البقعة من العالم، التي حفلت بالنُبوات تماماً كما اكتظت قبل ذلك بالأرباب الأسطوريين والآلهة المتخيلة جنباً إلى جنب مع الأرباب والآلهة الصنمية ثم منها خرج نور الإسلام ليعمَ العالم.
في القرن الحادي عشر، انضمت إلى التنوخيين القبائل القحطانيّة من جنوب شبه الجزيرة العربية، مثل بني معن. اعتنق عض التنوخيين الديانة الدرزية عندما قبل معظمهم واعتمدوا الرسالة الجديدة، بسبب علاقات قيادتهم الوثيقة مع الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله. استقر بنو معن في جبل لبنان بأمر من حاكم دمشق للدفاع ضد الصليبيين، وأصبح معظم بني معن في لبنان في وقت لاحق من أتباع المذهب التوحيدي الدرزي. وقد هُزِموا في وقت لاحق من قبل قبيلة قيس المنافسة في معركة عين دارة، والذين أصبحوا أيضًا دروزا قيسيين.على بن ابى طالب احد كتاب القرآن… اسباب عدم مشاركته فى غزوة تبوك
كان عليا موضع ثقة الرسول محمد، فكان أحد كتاب القرآن أو كتاب الوحي الذين يدونون القرآن في حياة النبي محمد. وكان أحد سفرائه الذين يحملون الرسائل ويدعون القبائل للإسلام، واستشاره محمد في الكثير من الأمور مثلما استشاره في ما يعرف بحادثة الإفك. شهد بيعة الرضوان وأمره النبي محمد حينها بتدوين وثيقة صلح الحديبية وأشهده عليه. يروى في الاستيعاب أن النبي محمد بعث خالد بن الوليد إلى اليمن ليدعوهم فبقي هناك ستة أشهر فلم يجبه أحد فبعث محمد بعلي إلى اليمن فأسلمت على يديه قبيلة همدان كلها، وتتابع بعدها أهل اليمن في الدخول إلى الإسلام؛ ولم تكن هذه المرة الأخيرة التي يذهب فيها علي إلى اليمن حيث ولاه النبي محمد قضاء اليمن لما عرف عنه من عدل وحكمة في القضاء، فنصحه ودعا له، ثم أرسله إلى هناك سنة 8 هـ ومكث به عام واحد. كما ساهم في فض النزاعات وتسوية الصراعات بين بعض القبائل. ورد في الكامل أنه عند فتح مكة أراد سعد بن عبادة دخول مكة مقاتلًا عكس ما أمر به النبي محمد حيث أنه أراد دخول مكة بلا قتال، فحين سمع النبي محمد ذلك أرسل علي خلف سعد فلحقه وأخذ الراية منه ودخل بها مكة، بعدها أمره النبي محمد بكسر الأصنام التي كانت حول الكعبة.
غزواته مع الرسول محمد
شهد علي جميع المعارك مع الرسول محمد إلا غزوة تبوك، التي خلفه فيها على المدينة وعلى عياله بعده وقال له: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»، وسلم له الراية في الكثير من المعارك. عرف علي بن أبي طالب ببراعته وقوته في القتال، وقد تجلى هذا في غزوات الرسول؛ ففي غزوة بدر، هزم علي الوليد بن عتبة، وقتل ما يزيد عن 20 من المشركين. وفي غزوة أحد قتل طلحة بن عبد العزى حامل لواء قريش في المعركة، وأرسله محمد إلى فدك فأخذها في سنة 6 هـ، وفي غزوة الأحزاب قتل عمرو بن ود العامري أحد فرسان العرب، وفي غزوة خيبر، هزم فارس اليهود مرحب، وبعد أن عجز جيش المسلمين مرتين عن اقتحام حصن اليهود، قال محمد: «لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح عليه» فأعطاها لعلي ليقود الجيش، وفتح الحصن وتحقق النصر للمسلمين. وقيل إنه اقتحم حصن خيبر متخذاّ الباب درعا له لشدة قوته في القتال. وكان ممن ثبت مع محمد في غزوة حنين. وكان لعلي سيف شهير أعطاه له محمد في غزوة أحد عرف باسم ذو الفقار، كما أهداه محمد درعا عرفت بالحطمية ويقال أنها سميت بهذا الاسم لكثرة السيوف التي تحطمت عليها.
في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة عام العاشر هجريًا بعد أن أتم النبي محمد مناسك حجة الوداع وخرج المسلمون عائدين لديارهم، توقف عند مكان يقال له غدير خم وخطب في المسلمين خطبة اختلفت الروايات حولها ولكن يجمع المؤرخون أنه جاء فيها«من كنت مولاه فعلي مولاه». تقول المصادر الشيعية أن في هذا اليوم نزلت الآية ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِينًا﴾ ويفسرونها بأن إتمام الدين هو الإيمان بالإمام والولي علي بن أبي طالب من بعد الرسول محمد. وتقول مصادرهم أن جميع المسلمين والمسلمات قد بايعوه في هذا اليوم على السمع والطاعة. من وجهة النظر السنية وصية النبي محمد في علي لا تدل على استخلافه من بعده وإنما تدل على مكانته، كما ينكر السنة حدوث المبايعة أو نزول الآية في هذا اليوم.