خبيرة في التراث تروي القصة الحقيقية لـ “علي بابا والأربعين حرامي”
أسماء صبحي
علي بابا والأربعين حرامي، إحدى أشهر القصص والشخصيات ذات الملامح الشرقية. وهي إحدى القصص الخيالية المعروفة التي ألهمت الكتاب والفنانين في أنحاء العالم.
حكاية علي بابا
تقول أميمة حسين، الخبيرة في التراث، إن الاقوال تضاربت حول أصل ومنشأ شخصية علي بابا وحكايته الشهيرة. ويرى كثير من مؤرخي الأدب أن هذه القصة ماخوذة من ملحمة “حرب طروادة” اليونانية. التي كتبها هوميروس حيث أخفى اليونانين جنودهم داخل حصان خشبي سحبة الأعداء إلى حصنهم. ثم فوجئوا بخروج الجنود منه واستيلائهم على الحصن
وأضافت حسين أن منهم من يرى أن الاصل الأول لكل من القصتين يعود تاريخه إلى عام 1450 قبل الميلاد. وانه مسجل في بردية هاريس المصرية التي يحتفظ بها في الوقت الحاضر المتحف البريطاني تحت رقم 500. والتى كتبها القائد المصري تحوتي ليوجهها إلى الملك تحتمس الثالث. حيث كان مكلفا بالاستيلاء على يافا ولكنها استعصت عليه، فأحضر مائتي قدر ووضع داخل كل منها جندياً مسلحاً. وحمل كل اثنين من القدور على حصان ثم تخفى في زي سائس وقاد القافلة إلى حصن يافا زاعماً أن القافلة تحمل هدايا للأمير. وبذلك تمكن من السيطرة على القلعة بعد أن خرج المقاتلون من القدور ونجحوا فى الاستيلاء علىها.
وتابعت حسين، إن البعض يعتقد أن حكاية على بابا تم إضافتها إلى حكاية ألف ليلة وليلة من قبل أنتوني جالاند. مستشرق فرنسي من القرن الثامن عشر حيث يوجد نص الحكاية في نسخة جالاند الفرنسية. ومنه انتقلت إلى الإنجليزية وتسربت من خلالها صور الشرق العربي المتعددة. وبقي في ذهنهم صور (علي بابا والأربعين حرامي)، ولشدة إعجاب الإنجليز بها ظهرت في أربع طبعات سنة 1713م.
وأوضحت الخبيرة في التراث، أن منهم من يرى أن علي بابا هو أحد ملوك بلاد البجاة. وهى تشمل المناطق الواقعة في جيبوتي وشملت قبائل العفر أو الدناكل المتواجدة الآن في جنوب أرتريا وشرق إثيوبيا وشمال جيبوتي. كما ذكر ابن حوقل (الذي زار المنطقة وتجول بها)، وكما جاء في الموسوعة البريطانية عن البجه (إنهم مجموعة من القبائل المتجولة والتي تحتل منذ أربعة آلاف عام قبل الميلاد أو أكثر الجبال الواقعة بين البحر الأحمر ونهري أتبره والنيل).
وأشارت إلى أنه كانت بينهم وبين المسلمين معاهدة فنقضها وأغار على مصر فنهب وسلب. فأرسل له الخليفة العباسي المتوكل على الله جيشاً بقيادة محمد بن عبد الله القمي، الذى تمكن من هزيمته واقتياده أسيراً إلى سامراء. وهناك قرّر الخليفة العباسي المتوكل على الله العفو عنه، وأعاده ملكاً على البجاة باسم الخليفة.
كنز الأربعين حرامي
وفى عام 2010 ذكرت التقارير الاخبارية التركية أن عمالاً كانوا يحفرون خطاً للصرف الصحي فى قرية سوراكلي التابعة لمحافظة ماردين التركية الواقعة على الحدود مع سورية. وعثروا على كنز الأربعين حرامي المعروف في قصة علي بابا والأربعين حرامي. حيث تم العثور على أربعمائة عملة ذهبية تم حفظها في متحف المحافظة. مؤكدين أن هذه العملات هي الكنز الذي كان يجمعه من عرفوا باسم الأربعين حرامي.
وقال نهاد أردوغان مدير متحف محافظة ماردين، إن عدة أمور تدل على أن هذا الكنز هو لأبطال قصة الأربعين حرامي. منها أن أقرب قرية مجاورة لقرية سوراكلي التي تم العثور فيها على الكنز اسمها تشا الحرامي. وهي كلمة تعني الأربعين حرامي، كما أن منطقة ماردين بشكل خاص كانت معبراً لطرق الرحلات والقوافل لعدة عقود من الزمن. وهو ما يشير إلى أن اللصوص كانوا يسكنون قرية تشا الحرامي ويجمعون ما ينهبونه ويسرقونه من القوافل المارة في مغارتهم بالقرية.
وعلى الرغم من هذا التباين والاختلاف حول شخصية علي بابا وحكايته. تظل حكايته الاسطورية عالقة بالأذهان لتذكرنا بطفولة مضت وطفوله ستأتي من بعدنا.