تاريخ ومزارات

الجري الطقسي.. نموذج لطقوس الحياة اليومية عند ملوك مصر القديمة 

يعتبر الجري الطقسي هو جزء من احتفالات عيد “الحب سد”. حيث يرتدي فيه الملك النقبة، ويرفع يديه إلى مستوي كتفه، ويجري ممسكا بالمجداف والمذبة. فنرى على الجانب الغربي عند مدخل الجدار الغربي بصالة الأعمدة الكبرى بالكرنك صور لرمسيس الثاني يجري ممسكا بالمجداف والمذبة أمام “آمون رع” الجالس على العرش في حضور خونسو ومريت.

كما على الجانب الشرقي نرى رمسيس الثاني ممسكا إنائي أمام رع الجالس على العرش في حضور “موت ومريت”. ومن المرجع أن اول ظهور للجري الطقسي كان في عهد الملك “ني اوسر رع” في معبد الشمس بابو صير. حيث يظهر الملك وهو يجري ممسكا بالمجداف وباليد الأخرى قطعة قماش.

مكونات الجري الطقسي

وتقول شروق السيد، الباحثة في التاريخ المصري القديم، أنه يكن الجري الطقسي منفصلاً عن الجري الذي يقوم به الملك كعبادة. بل يعتبر الجري بالمجداف نموذج لطقوس الحياة اليومية. وتدور مكونات الجري الطقسي حول الهيمنة من خلال تداول الرموز التي تؤدي إلى تجديد القوى الجسدية للملك.

وأضافت شروق، أن هذا الطقس ظهر على جانبي ممر بوابة الصرح الأول بمعبد هابو. حيث زينت مناظر الجري الطقسي واجهات المعابد الكبيرة. ويري Kees أن هذا الطقس يشير إلى تكامل شطري البلاد وتمثل وحدتها. وفي النصف الأول من الأسرة 18 كان الملك يجري بإناء الحس مرتديا التاج مثل منظر “تحمتس الثالث” في فناء الاحتفالات بمعبد آمون رع بالكرنك.

تغيير وظيفته

وأشارت الباحثة في التاريخ المصري القديم، إلى أنه في عهد “أمنحتب الثالث” ظهر تغير في وظيفة الجري بإناء الحس. فنجد الملك على الجانب الأيمن للبوابة بالجدار الشمالي في صالة القرابين بمعبد الأقصر يجري بدون مجداف ومرتديًا التاج الأحمر.

ويبدو أنه حتى بداية الأسرة الثامنة عشرة كانت الجرية جزء من العبادة ثم تغير المعنى الأساسي للجرية. وربما لم يعد الملك يقوم بها على الأقل أمام معبودات أخرى. فعلى بوابات طيبة لم نجد أي منظر للجرية الطقسية أمام أي معبودات غير آمون. والذي يكون مصحوباً في بعض الأحيان بموت وخونسو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى