الفنان علي عبد العال.. أضحك العالم بكوميديته وأبكى عبد الناصر بوطنيته
أسماء صبحي
إنه الفنان المصري علي عبد العال، الذي اشتهر بخفة الدم الواضحة. حيث نجح في لعب العديد من الأدوار مثل: الخواجة، والمنتج أو صاحب التياترو، وصديق البطل معتمدًا على بدانته الشديدة.
بدايته الفنية
ولد علي عبد العال في 16 يونيو 1910م، لأب يعمل تاجراً للأسماك وأم أرمينية. وهو الولد الوحيد على أربع بنات، امتلك والده محلًا لبيع السمك النيئ في عمارة استراند بباب اللوق بجوار مدرسة الدواوين الإعداداية للبنين الكائنة في شارع نوبار باشا.
وتقول أميمة حسين، الخبيرة في التراث، أن الفنان علي عبد العال، تعلقت عيناه بالفن لتقوده قدماه لمسارح شارع عماد الدين منذ مراهقته. لينضم لفرقة الفنان علي الكسار ليظهر في السينما للمرة الأولى مع أستاذه علي الكسار في منتصف الثلاثينيات في فيلم ( خفير الدرك ) وعمره ٢٦ عاماً. ليشارك بعدها في أكثر من خمسون فيلما حتى يكتب اسمه أخيراً على أفيش فيلم ( نور الدين والبحارة الثلاثة ) عام 1944م. ليصبح تميمة الحظ لعلي الكسار ومن بعده نجيب الريحاني وإسماعيل ياسين.
وأضافت أميمة، أن الفنان جمع مبالغ طائلة من عمله بالفن، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لم يفارق يومًا محله الخاص لبيع السمك. فقد كان يؤمن بأن الفن لا يمكنه أن يقيم حياة الإنسان للأبد.
وطنية الفنان علي عبد العال
وتابعت اميمة، وفي عام 1960، طلب عبد العال مقابلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وعندما قابله تبرع له بكل ما جمعه وامتلكه من أموال مشاركة منه في بناء السد العالي. عندها احتضنه عبدالناصر وبكى متأثراً من موقف الرجل الذي فضل الاعتماد على إيراد محله اليومي والتخلي عن ثروته من أجل مصر. قائلاً له: “أضحكت العالم بكوميدياتك وأبكيت عبد الناصر بوطنيتك”.
وتوفى الفنان علي عبد العال في 18 نوفمبر 1961 عن عمر يناهز الواحد والخمسين عاماً. إثر أزمة قلبية مفاجئة، وحضر جنازته المشير عبد الحكيم عامر نائباً عن الرئيس جمال عبد الناصر، تقديراً له واعترافًا بجميله.