باحثة في الآثار تتحدث عن تاريخ بناء قلعة قايتباي ودورها في حماية مصر
أسماء صبحي
تقع قلعة قايتباي في إحدى المحافظات المصرية الشهيرة وهي الإسكندرية. وتقع بالتحديد في الجزء الشرقي لجزيرة فاروس. والقلعة تعد من أهم معالم السياحة والحضارة، وهي من إحدى الأماكن السياحية المميزة بالإسكندرية. حيث أنها تتميز بموقعها لأنها تقع وسط المدينة، وبالإضافة لذلك أيضاً أنها تطل على كورنيش إسكندرية ويحيط بها البحر من ثلاث جهات. وهي من أهم القلاع التاريخيه التى بنيت لكي تواجه الأعداء.
إنشاء القلعة
ومن جانبها، تقول ولاء طارق، الباحثة في الآثار الإسلامية، إن قلعة قايتباي أنشأت عام ١٤٧٧م على يد السلطان الأشرف سيف الدين قايتباي. وهو كان من المماليك ولقب بالملك الأشرف، كما كان حكمه مليئ بالحروب. وقد وصلت مدة حكمه إلى ١٨ عامًا، وقد كان حكيم وشجاع وكان يشتغل بالعلم ويحب المطالعه أيضاً.
وأضافت طارق، أن مساحة القلعة تبلغ 17.550 متر مربع، وقد قام السلطان قنصوه الغوري بتزويد القلعه بالمعدات لحمايتها من أي أخطار. وطول القلعه يبلغ 150 مترًا، وعرضها يصل إلى 130 متر. وكان هناك أسوار داخلية وخارجيه للقلعة. متابعة: “بالنسبه للأسوار الخارجية فيوجد بها أبراج دفاعية. كما يوجد بها برج مربع بالساحة الأساسيه بالقلعة. أما بالنسبة إلى ارتفاع البرج فقد بني على بمساحة 17 مترًا وقاعدته تبلغ 38 مترًا”.
وتابعت طارق، إن القلعة تتكون من طابقين، حيث يحتوي للطابق الأول على مسجد وممرات حتى تكون دفاع للجنود. أما بالنسبه للطابق الثاني فيضم غرف عديدة وطاحونة وقاعات ومخبز”.
تاريخ قلعة قايتباي
وأوضحت الباحثة في الآثار الإسلامية، أن تاريخ القلعة يرجع إلى القرن 15. وقد بناها السلطان قايتباي بموقع منارة الإسكندرية التي تهدمت عام ٧٠٢ه بسبب زلزال مدمر في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون. وقد بدأ السلطان قايتباي ببناء القلعة عام 882هـ، وتم الانتهاء منها عام 884هـ تقريباً. كما أنها تطل على المدينة الشرقية، وتحتوي على الكثير من الغرف الحجرية. وبها ممرات مميزة وجذابة، وبها متحف بحري. ويتم عرض قطع أثرية كثيرة بها تعود إلى المعارك الرومانية.
وقالت طارق: “في عام 1882م تعرضت القلعة للدمار من قبل الاحتلال الإنجليزي. بالإضافه إلى أن البناء تعرض أيضاً إلى تصدعات بسبب تهميش وإهمال القلعة تماماً. ثم قامت لجنة الآثار بترميم القلعة عام 1904م”.
قلعة قايتباي على مر السنين والعصور
وأشارت طارق، إلى أن السلطان قايتباي قد زار مدينة الإسكندرية عام 882م. وقد توجه إلى المنارة وقام ببناء القلعة مكانها واستغرق ذلك عامين. أما بالنسبة للقلعة في العصر المملوكي، فقد قام السلطان قنصوه الغوري بالاهتمام بها وملئها بالسلاح. وعندما قام العثمانيون بفتح مصر قاموا باستخدامها من أجل حمايتهم واهتموا بها من أجل المحافظة عليها.
واستطردت: “لقد تعرضت القلعة لفترة ضعف نظراً لأنها بدأت أن تفقد أهميتها الدفاعية. بسبب ضعف الدولة العثمانية آنذاك، ولكن أتى محمد علي باشا وتولى حكم مصر وقام بتحصين القلعة وعمل على تجديدها”.
مكانة القلعة العظيمة
وتابعت: “تعتبر هذه القلعة من أجمل الأماكن المصرية، بالإضافه إلى أنها تقوم بجذب الكثير من السياح. سواء من مصر أو أى دولة عربية أو من جميع أنحاء العالم. وتعد هذه القلعة من أهم مصادر السياحة الداخلية. حيث أنه يقوم بزيارتها عدد كبير من السياح لرؤيتها ورؤية غرفها الجذابة ومساحة القلعة الرحبة ومناظرها الخلابة”.
تحويل القلعة من دور دفاعي إلى دور أثري
ولفتت لطفي، إلى أن الحكومة المصرية قامت خلال سنوات القرن العشرين. بترميم القلعة من التصدعات التي انتشرت في الأسوار والأبراج الدفاعية وغرف المراقبة وغيرها. وتم تحويلها بعد ذلك إلى مكان أثري لتصبح من أهم الآثار المصرية الإسلامية في مدينة الإسكندرية.