حوارات و تقارير

خبير أثري يوضح لـ “صوت القبائل” مسار رحلة نبي الله موسى من سيناء إلى الأرض المقدسة

أميرة جادو

كشف الباحث الأثري أحمد عامر، في تصريحات خاصة لـ “صوت القبائل”،  أن بني إسرائيل في سيناء استخدموا الطريق الساحلي الموازي لخليج العقبة بعد تلقى نبي الله موسى لألواح الشريعة من جبل سيناء بالوادي المقدس طوى حتى وصلوا إلى وادى باران جنوب فلسطين وأرسل نبي الله موسى من يتعرف على أخبار المقيمين بالأرض المقدسة قبل دخول بنى إسرائيل إليها ورفضوا دخول الأرض المقدسة لاعتقادهم بوجود عماليق بها فقدّر الله عليهم التيه أربعين عامًا متخبطين بين شعاب وأودية سيناء مارين بوادي فيران مرة ووادي طابا ومنطقة وسط سيناء الذى يطلق عليها حاليًا منطقة التيه وقد ذكر ذلك في القرآن الكريم في سورة المائدة من آية 21 إلى 26.

أنقاب جبال التيه

وأشار “عامر” إلى أن سلاسل جبال التيه تعرف بأنها وعرة ولا يمكن اختراقها إلا عبر خمسة فتحات وهو ما يطلق عليه “نقب”، يمكن عبورها من الشرق من خلال نقب الميراد، والمريخي ،ورصاء، والراكنة، ونقب وطاه، وأشهرها نقب الراكنة، في الطريق من مدينة طور سيناء والرملة إلى مدينة نخل، ونقب المريخي في الطريق من نويبع ودير سانت كاترين إلى مدينة نخل.

سبب تسمية جبل حسن

ومن أشهر من جبال التيه هو جبل حسن، وهو جبل صغير يوجد على طريق الحج القديم بالقرب من مدينة نخل وعن حكايته وسبب تسميته، أوضح “عامر”، أن أحد مماليك مصر أثناء عودته من هذا الطريق بعد الحج رأى بدوية رائعة الجمال تدعى “حسن” فأخذها مع قافلة الحج العائدة وسار ورائها أخوها لإنقاذها ولما وصلت قافلة الحج إلى هذا الجبل وخلد إلى النوم قام أخوها بإنقاذها بقطع مقود الجمل الذى يحمل الهودج وفصله عن القافلة فاستيقظ المملوك ليرى سبب انقطاعه فبادره البدوي بضربة سيف قطع قدمه ثم أجهز عليه وركب الجمل وعاد بأخته وأطلق على الجبل اسم أخته “حُسن”.

جبال التيه الشهيرة

ولفت “عامر” إلى أن جبال التيه الشهيرة في الجنوب هي جبل بضيع، والمنيدرة، وجبل قلعة الباشا، التي توجد به قلعة الجندي الشهيرة بوسط سيناء، أما في الشرق فأشهرها نقب العقبة الذي يشرف على قلعة العقبة وجبال الحمراء وهي دائرة عظيمة من الجبال في زاوية التيه الجنوبية الشرقية شمال نقب العقبة وسميت بذلك لأن لونها ضارب إلى الحمرة، وجبال الصفراء لصفرة تربتها، وجبال سويقة، وجبل عريف الناقة بشكل عرف الناقة، وجبل الحلال وسمى بذلك لوجود مراعى متسعة للإبل والغنم والمعروفة عند البدو بالحلال، وجبل الأبرقين جنوب غرب جبل الحلال وعلى رأسه مقام للشيخ الأبرقين يزورونه بدو التيه، وعد أبو قرون وعنده قبر الشيخ خليفة جد التياها.

سبب تسمية جبال التيه

وفي سياق متصل، أوضح الخبير الأثري، سبب تسمية هذه جبال التيه، أنه حين جاء الأمر الإلهي لبني إسرائيل بدخول الأرض المقدسة بعد رحلتهم الطويلة في سيناء من عيون موسى إلى وادي غرندل إلى سرابيط الخادم إلى طور سيناء ثم عبر وادي حبران من طور سيناء إلى الوادي المقدس طوى (منطقة سانت كاترين حاليًا)، ومنها عبروا عين حضرة إلى وادى غزالة ثم إلى وادي وتير حتى اقتربوا من أبواب الأرض المقدسة، كما جاء في قوله تعالى:” يَا قَوْمِ ادْخلوا الْأَرْضَ الْمقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكمْ وَلَا تَرْتَدّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ قَالُوا يَا موسَىي إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخلَهَا حَتَّىٰ يَخْرجوا مِنْهَا فَإِن يَخْرجوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافونَ أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِمَا ادْخلوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلوا إِن كنتم مّؤْمِنِينَ”.

مسار رحلة نبي الله موسى من سيناء إلى الأرض المقدسة

وأضاف “الخبير الأثري، لـ “صوت القبائل”، أنه قبل أن يطلب نبي الله موسى من بني إسرائيل دخول الأرض المقدسة أرسل من قبله روادًا يتجسسون الأرض وحال أهلها، ويقول المفسرون أنهم كانوا إثنى عشر رجلًا، فرأوا من جسامة أجسام أولئك القوم ما هالهم، فلما عادوا أخبروا بنى إسرائيل بما رأوا فضعفت قلوبهم ولما أمرهم نبي الله موسى بالعبور رفضوا فقدر الله عليهم التيه بين هذه الجبال 40 عامًا حتى فنى كل هذا الجيل بالكامل حتى نبي الله موسى انتقل إلى الرفيق الأعلى في سيناء ولم يعرف له قبر، وكذلك شقيقه نبي الله هارون لم يعرف له قبر، والمقام المسمى باسمه بوادي الراحة لا علاقة له به بل هو قبر رمزي، وأمّا نبي الله موسى فأمره الله أن يصعد إلى جبل نبو وينظر إلى الأرض المقدسة دون أن يدخلها ومات على هذه الأكمة ولم يعرف له قبر.

وأختتم الخبير الأثري حديثه، مشيرًا إلى ما  جاء ذكره في التوراة في سفر العدد إصحاح 12 أن نبي الله موسى مات عن عمر يناهز 120 عام ودفن بسفح جبل نبو الذى يبلغ ارتفاعه 806م فوق مستوى سطح البحر ومات نبي الله هارون في تلك الفترة ودفن بجبل هور تجاه وادى حور شرق وادى عربة بين الأردن وفلسطين ودخل بنى إسرائيل الأرض المقدسة في عهد يوشع بن نون ووقف نبي الله موسى على جبل نبو وشاهد الأرض المقدسة ومات قبل أن يدخلها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى