«معجم اللهجة العرايشية».. كتاب جديد في أسواق سيناء
الكتاب يؤرخ ويرسخ اللهجة العريشية القديمة التي تميز بها أبناء العريش
العريش – محمود الشوربجي
خرج إلى النور كتاب جديد يُنشر لأول مرة في الوسط السيناوي، وعنوانه: «معجم اللهجة العرايشية»، لمؤلفه الكاتب الكبير حمدي نصر، عميد الصحفيين والإعلاميين بسيناء.
وصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة إقليم القناة وسيناء الثقافي – فرع ثقافة شمال سيناء كتاب “معجم اللهجة العرايشية” الذي جمعه وصنفه الكاتب حمدي نصر، عميد الإعلاميين بشمال سيناء وهو من الحجم المتوسط ويقع في 200 صفحة و لقي خبر صدوره ترحيبًا كبيرًا من أهل العريش؛ خاصة كبار السن الذين وصفوا الكتاب بأنه يؤرخ ويرسخ اللهجة العريشية القديمة التي تميز بها أبناء العريش، وترجع أهميته من وجهات نظرهم أنه يجدد شباب اللهجة التي تأثرت كثيرا بالتيارات المتعددة التي تعرضت لها سيناء بأثرها فأثرت على تقاليدها وعاداتها ولهجتها.
المؤلف حمدي نصر، قال لـ «صوت القبائل العربية»: أن إعداد الكتاب استغرق ثلاث سنوات متواصلة، اعتمد خلال جمعها على المواقف التي تستدعي الذاكرة وتوارد الخواطر، مشيرًا إلى أنه خلال تلك الفترة كان يحتفظ بورقة وقلم في يده دائمًا ليسجل ما توارد من لهجة مغالبة للنسيان الذي أضاع الكثير.
وأكد نصر، تصنيف الكتاب حسب المفردات، قائلا: أوردتها مرتبة ترتيبًا أبجديًا ليسهل على الباحث الوصول لما يريد، كما أوردت فصلا للعبارات مصنفة حسب مواقفها، وفصلا آخر لتفاصيل حياة الإنسان العرايشي.
وأضاف المؤلف، أن الهدف من الكتاب هو إبراز ما كان مؤثرًا في حياته من تفاصيل اختفت الآن مع تطور الزمن، مثل مكونات ومستلزمات وطبيعة البيت العرايشي وافردت فصلا للأمثال الشعبية العرايشية، وفصلا لألعاب البنات والأولاد اختفت الآن لكن الهدف منه الاحتفاظ بالمسميات وطبيعة الألعاب وبساطتها وبراءتها، لأن منها ما كان مشتركًا بين الأولاد والبنات.
وثمن المؤلف ردود الفعل من الكتاب في الوسط السيناوي والذين حصلوا على كتابه، قائلا: «الحمد لله فإن ردود الفعل حتى الآن جيدة ومشجعة».
من جهته.. قال عبد العزيز الغالي، الملقب بجبرتي سيناء وعضو اتحاد كتاب مصر،أان صدور هذا الكتاب جاء في وقته تمامًا بعد التراجع الشديد للهجة العرايشية خاصة على لسان الأجيال الجديدة التي عصفت بها تيارات الحداثة والعولمة، ووصف اللهجة العرايشية بأنها تظل متفردة في ألفاظها ومعانيها ومدلولاتها قائلا: «إنها من أقدم الأبجديات في العالم وجاءت قبل اللغة المسمارية الحمورابية العراقية ببلاد الرافدين.
واستدل الغالي على ذلك بما هو مسجل ومنقوش على جدران معبد (سرابيت الخادم) الموجود (بوادى المكتب) في جنوب سيناء والذي سُمي بهذا الاسم لكثرة الكتابة ونقوشها على جدرانه.
وأضاف الدكتور عبد السميع السلايمة، استشاري الأمراض القلبية، إن تصفح الكتاب يجعلنا نستمتع بمفردات لهجتنا التي أوشكت على الانقراض، وربما نكون نحن الجيل الأخير الذي يتكلم بهذه اللهجة ومن هنا تأتي أهمية الكتاب ومضمونه وهدفه.
المهندس مصطفى الشبت قال أسعدني الكتاب جدا لأنه يذكرنا بمفردات لهجتنا أيام الزمن الجميل والبساطة والأريحية. أما الدكتور يحيى البلك فقال: أن لهجتنا العرايشية ساعدتنا في فهم اللهجات السائدة في مصر بشكل عام إضافة إلى اللهجات الشامية والفلسطينية والخليجية ولهجات البادية في العالم العربي كله، وأضاف أن لهجتنا تستمد جذورها من اللغة العربية الفصحى وبها الكثير من مفرداتها الضاربة في القد.
محمود طبل وصف الكتاب بأنه يعد مرجعا للباحثين والمهتمين بالشأن السيناوي بشكل عام، لافتًا أنه يضع لبنة لأي جهود أخرى في الاتجاه نفسه وقد بدت أهمية الكتاب من خلال ترحيب السيناويين به وهو يرسخ ويسجل موروثا من أهم الموروثات السيناوية.
وقدم طبل، كل الشكر والتقدير لصاحب الكتاب لأنه الأول من نوعه ومتفرد في دقته وشموليته، قائلا: أقدم التحية والتقدير للقائمين على طباعة الكتاب وخروجه للنور بهذا الشكل الجميل واللائق والمناسب لموضوعه.
من جهته.. قاله الأستاذ كمال الحلو مربي الأجيال وخبير التراث السيناوي فقد أشاد بمادة الكتاب وعمقها وتنوعها وتصنيفها وشموليتها.خاصة في ظل عدم وجود مراجع للموضوع نفسه وفي اعتماد الكاتب على الذاكرة والممارسة فجاءت مادته صادقة وقريبة من القلوب رغم قدمها وتعرضها للوهن ودخولها النفق المظلم.