لماذا سميت الطائف بمدينة الورود وقصة نشأتها وأول قبيلة سكنتها؟
دعاء رحيل
تعد الطّائف إحدى المدن السّعوديّة، توجد في منطقة مكّة المكرّمة بالقرب من مدينة مكّة نفسها، حيث تبعد عنها ما يقارب 70 كيلو متراً، حيث يشكّل موقع المدينة نقطة تقاطع تصل بين الجّهات الأربعة الشّرق والغرب والشّمال والجّنوب، كما أنّ لموقعها فوائد على كافّة الأصعدة سياحيّة، زراعيّة، عسكريّة وغيرها.
بماذا تشتهر مدينة الطّائف
يوجد عدّة أمور تشتهر بها هذه المدينة منها:
مكانتها الخاصة عند المسلمين: لديها أهميّة خاصّة عند المسلمين، كونها المدينة الّتي ذهب إليها الرّسول صلى الله عليه وسلم، بعد أن خرج من مكّة المكرّمة.
التّضاريس الجّميلة: توجد فيها العديد من التّضاريس، حيث يتوجّه إليها العديد من السّكان للسّياحة، فهي تتميّز بالجّبال والوديان والسّهول وكثرة الأشجار فيها.
تاريخها العريق: لديها تاريخ عريق قدّم لها أهميّة تاريخيّة، توجد فيها الكثير من الآثار تعود إلى عصور قديمة ومن هذه الآثار( سور الطّائف، قصر شبرا، قلعة النّجمة).
السّدود: تمتاز هذه المدينة بسدودها الكثيرة الّتي تحجز الماء وتستخدم في ري الأراضي الواسعة.
لماذا سميت الطائف بهذا الاسم
ترجع تسميتها نسبةً إلى حائط تمّ بناؤه من قبل ثقيف في زمن الجّاهليّة، وسبب ثاني يعود إلى زمن النّبي والرّسول إبراهيم عليه السّلام فقد جاء على لسان هذا النّبي العظيم في الآية الكريمة(ربّنا إنّي أسكنت من ذريّتي بوادٍ غير ذي زرعٍ عند بيتك المحرّم، ربّنا ليقيموا الصّلاة فاجعل أفئدةً من النّاس تهوي إليهم وارزقهم من الثّمرات لعلّهم يشكرون)[2]، كما يقال أنّ الله سبحانه وتعالى استجاب لدعاء النّبي الكريم فأمر الملك جبريل عليه السّلام بأن ينتزع قرية من بلاد الشّام فحملها بكامل ما عليها وطاف.
لماذا سميت الطائف بمدينة الورود
تزهر في الطّائف آلاف الورود الحمراء والورديّة كل ربيع، حيث تتفتّح أولى الورود في وادي محرّم ثمّ في الهدا وأخيراً في الشّفا، تتمتّع هذه الورود ذات الثلاثون بتلة برائحة منعشة غير موجودة في الورود الدّمشقيّة الأخرى، وكان قد أطلق عليها هذا الاسم بسبب أنّ أكثر من 900 مزرعة تنتج ما يفوق الـ 300 مليون وردة كل ربيعٍ، حيث يؤخذ المحصور إلى مصانع عديدة ويحوّل إلى ماء الورد وكذلك إلى بعض من أغلى الزّيوت العطريّة في العالم.
سوق عكاظ في الطائف
في عصر ما قبل الإسلام كانت القبائل العربيّة تقيم ثلاث معارض رئيسيّة كانت بمثابة مراكز تجاريّة واجتماعيّة، ومن هذه المعارض كان سوق عكاظ، حيث كان مكاناً تاريخيّاً للنّقاش وسرد القصص والتّجارة الّتي تعود للعصر الحجري، كما أنّه أتاح فرصاً للمصالحة، واشتهر بسباق الخيل والمبارزة، واعتبر منتدى يتمّ فيه توزيع الألقاب على الشّعراء والقبائل، وحسّد التّراث العربي القديم.
التضاريس في مدينة الطائف
تتميز مدينة الطّائف بتضاريس رائعة ومتنوّعة، ويعود ذلك إلى موقعها المتميّز على جبال السروات الضّخمة ، فهي تقع على مستوى 1700 متر فوق سطح البحر، وتنحصر بين العديد من الجّبال منها جبال الهدا، وتنتشر على سطحها الأودية والسّهول، حيث أنّها تقع على أرض محدّدة توجد فيها الأودية الصّغيرة وروافد الأودية مشكّلة منظراً طبيعيّاً على شكل فناء واسع مرصوف بالبلاط، يوجد فيها وادي وح الّذي يقسم المدينة إلى قسمين، حيث إنّ هذه التّضاريس ساهمت في جعل مدينة الطّائف ذات أرض خصبة لنمو الأشجار وانتشار البساتين.
مناخ مدينة الطائف
تتسم المدينة بمناخ معتدل بعض أيّام السّنة، حيث يبلغ المعدّل العام لدرجة الحرارة 12 درجة مئويّة، وتنخفض درجات الحرارة درجة مئويّة واحدة لكل 150 متر نحو الأعلى ، كما أنّ الأجواء المعتدلة نسبيّاً تكون خلال فصل الصّيف، وتسود الأجواء الباردة خلال فصل الشّتاء، في بعض الأحيان يكون مناخ المدينة خالياً من أي ذرّة غبار أو ضباب، يعود ذلك إلى التّضاريس الموجودة الّتي تشكّل حاجزاً طبيعيّاً .
أهل الطائف الأصليين
يعد العماليق هم أول من سكنوا الطّائف، وأطلقوا عليها وجا نسبةً إلى وج بن عبدالحي، ثمّ سكنتها قبيلة هوازن، إلى أن جاءت قبيلة ثقيف لتسكن هذه المدينة حيث قاموا بحمايتها وتطويقها بجدار لحمايتها، أسلم معظم سكّان الطّائف، كما شاركوا في الجّهاد من أجل نشر الدّعوة الإسلامية، ومن القبائل أيضاً قبيلة إياد تنتسب للعدنانيّة، وهم بنو إياد بن نزار بن معد بن عدنان، وقبيلة عدوان سكنت الطّائف بعد إياد، وعدوان اسمه الحارث بن عمرو بن قيس عيلان، وكان سمّي بهذا الاسم لأنّه تعدّى على أخيه وقتله.