قبليتي طسم وجديس.. عرب بادية هلكوا قبل بزوغ فجر الإسلام ولم يبقى من حضاراتهم سوى أطلال
دعاء رحيل
توجد قبيلتي طسم وجديس، في شبه الجزيرة العربية في أقصى الزاوية الجنوبية الغربية من آسيا، ويحدّها البحر الأحمر من الغرب، وخليج عدن من الجنوب، وبحر العرب من الجنوب. وخليج عمان والخليج العربي من الشرق، والأردن والعراق من الشمال، وتعد من بقاع الأرض المأهولة بالسكان. حيث سكنتها العديد من القبائل.
عاشت طسم وجديس، في منطقة اليمامة والمناطق المحيطة بِها، وهم من العرب البائدة الذين بادوا وهلكوا قبل بزوغ فجر الإسلام، ولم يبقَ من حضاراتهم سوى أطلالٍ وأخبار، حيثُ اتّفق أغلب الرواة والمؤرخون على تقسيم أصل العرب من حيث القِدَم إلى ثلاث طبقات، وهي: العرب البائدة، والعرب المستعربة، والعرب العاربة، وقد سكنتْ قبيلةُ طسم بينْ وادي الوتر ووادي حنيفة، وقبيلةُ جريس كانتْ تقطن في الخضرمة وهِيّ الخرجُ حاليًا.
أصل قبيلة طسم وجديس
سكنت قبيلتي طسم وجديس جزيرةُ العرب قبل الألف من الميلاد، وقد كانوا بأعداد كبيّرة يملؤون اليمامّة وعُمان والبحريّن، ويُقالُ بأنّ طسم من نسل طسم بن لاوِذ، ومساكنهم في البحرين، وأصل جديس هو جديس بن غاثر بن إرم في رواية، أو من نسل جديس بن لاوذ بن سام في رواية أخرى، وكانت ديارهم باليمامة، وأصل أميم يرجع إلى أميم بن لاوذ بن سام، لا نعلم الآن من أمر القبليتينْ إلا ما وُرد في القصص المُدونة في الكتب، ولم يروِ لهم أيّ ذكر في كتاب الله تعالى، وقد جعل بعضُ أهلُ الأخبار منّهم أنهم من أهل الزمان الأول أو من عادة.
قصة طسم وجديس
تداولت قصةُ طسم وجديس بينَ الأجيال المُختلفة، حيثُ أنّ حكاية القبائل التي قطنت جزيرة العرب منذُ القدم تتناقلُ وتحكى لما فيّها من العبّرة والمواقف الكُثُر، حيثُ يُقالُ بأنّ قبيلة جديس قد تعرضت للإذلال على يدِ قبيلة طسم، والتي كانت آنذاكَ تحت حُكم رجل يُدعى عمليق، وقد كتبت فيّه الكثير من الأشعار، ولم يكنْ ليستهويّه أيّ شيء غيرُ إذلال قبيلة جديْس، فثار عليّه أبناءُ قبيلة جديس وقد قاموا بقتلهِ هو وكُل من والاهُ وكان في صفهِ وحاشيتّه، وهذا ما جعل من جديس قبيلة مشهورة ومعروفة، حيثُ أنّها لم ترضّ بالذل والهوان الذي وقع عليّها.
بينما تداولت أخبار العرب الذين عاشوا شبه الجزيرة العربيّة منذ آلاف السنين، فعندَ الرجوع إلى مثلِ هذه القبائل العربيّة، نجدُّ أنّ آدم عليّه السلام هوَ أبو البشر وأولهم، وقد تكاثروا أبناءه وعمّروا الأرض، حتى جاء سيدنا نوح عليه السلام من نسلّه، ومن بعد حادثة الطوفان هلكَ أغلبُ البشر، ولم يُعمّر منهم إلا قليلاً، وقد قسّم العرب بعدها إلى ثلاثِ قبائل مُختلفة تبعًا لأنسابهم وغيّره مثل القحطانين، وطسم وجديس، والعمالقة، وغيّره، وفي الحديثِ عن قصة طسم وجديس اللتين سكنتا منطقة اليمامة وما حولها.