تاريخ ومزارات

تاريخ المقاهي في مصر.. مقهى “شعبان” لأرباب الطرق الصوفية و”البوستة” ساحة المفكرين والأدباء

أميرة جادو

ارتبط المصريين بشكل كبير مع المقاهي المنتشرة في شوارع وميادين المحروسة، حيث يجتمعون يرون العديد من القصص والحكاوي، التي يستلهمونها من جلساتها المتعددة، وتختلف ثقافتهم باختلاف زوراها، فهي ذات طابع مختلف وتاريخ خاص، حيث تشهد على أحداث سياسية وثقافية واجتماعية مهمة في تاريخ البلد، وبخاصة في التاريخ الحديث، ومنذ انتشارها خلال القرن الثامن عشر، أصبحت جزءًا ومكانًا شبه مألوف لدى المصريون وكأنها بيتهم الثاني.

“قهوة شعبان”

كان لشيوخ وطلاب الأزهر مقاهيهم في حي الحسين، وأشهرها “قهوة شعبان” وكان من زبائنها المطرب “محمد الكحلاوي”، بينما كان للمجاذيب والصعاليك وأرباب الطرق الصوفية مقهاهم الخاص، وكان من أشهرهم “على نيابة” الذى تقمصته شخصية ضابط في جيش “محمد على باش” فكان يرتدى الملابس العسكرية ويضع فوق رأسه طربوشا له زر طويل ويزين صدره بأنواع شتى من النياشين الفالصو وسدادات زجاجات المرطبات، وكان يكحل عينيه ويمسك سيفا من الصفيح وهو يقدم عروضه العسكرية ونداءاته الحماسية المبهمة.

مقاهي رواد الفكر والإبداع

كما كان هناك العديد من المقاهي الخاصة برواد الفكر والإبداع ومنها مقهى “البوستة” التي كان يرتادها جمال الدين الأفغاني ومقهي “اللواء” المكان المفضل لشاعر النيل حافظ إبراهيم، ومقهى “متاتيا” قبلة الفن المصري وفى مقدمتهم نجيب الريحاني والأديب العالمي نجيب محفوظ وقهوة “الفيشاوي” التي يرتادها بعض السياح.

وفى النهاية، تظل المقاهى بمثابة مسرح مفتوح يعكس الكثير من معالم الحياة اليومية المصرية، حيث تعلو فيها الأصوات متداخلة مع حركة الباعة المتجولين الذين يعرضون مختلف البضائع الخفيفة كالسبح ومراوح اليد بل وحتى بضائع ثقيلة منها سجاجيد ومرايا وكتب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى