تاريخ ومزارات

“حارة الساقيين”.. تاريخها وسبب تسميتها وأشهر من سكنوا بها

أسماء صبحي
 
تبدو حارة السقايين، كما لو كانت حياً مستقلاً متعدد الحواري الصغيرة منها مثلا حارة “الزيرالمعلق” آخر الحارات من الناحية اليمين، حيث كانت تنتشر “أزيار” المياه أمام بيوت الأغنياء والفقراء معا.
 

سبب التسمية

ويرجع إنشائها إلى حوالى 150 عامًا تقريبًا، عندما قرر إسماعيل باشا بناء قصر عابدين، والذي قام ببنائه الكثير من العمال والبنائين والمهندسين الذين عانوا من الحر الشديد، فقرر أحد البخلاء بأن يضع زيراً معلقًا على ناصية بيته وفي مكان مرتفع وعلقه بسلاسل حديدية، كذلك فعل “بالكوز” أو “كوب الماء”، ثم وضع تحته حجرًا كبيرًا يصعد عليه من يريد الشرب، ليمسك
بالكوز ويحاول ملئه وقد ينجح أو يفشل، كل ذلك خوفًا على سرقة الكوز، لذا سميت “حارة الزير المعلق”.
 
ونتبجة لذلك قررت مجموعة صغيرة من العمال ترك العمل في بناء القصر والعمل بتجارة المياه، فقاموا بشراء مجموعة من قرب المياه وبيعها للعمال الذين يبنون القصر، وشيئاً فشيئًا انضم لهم بائعين من كل صنف ولون لبيع المياه.
 

طرد السقايين

وبعد معركة كبيرة وقعت بين كل هؤلاء، قرر الخديوى إسماعيل بأن تتولى النظاره موضوع المياه المجانية للعمال، وإضافة مسجد لمبنى القصر له باب من خارج القصر وباب من الداخل، وتم طرد السقايين و البائعين من حارة السقايين، والتنبيه على كل من من يريد العمل بمهنة سقا أن يستخرج تصريحًا من النظارة مع التنبيه عليه بعدم بيع المياه فى حارة السقايين.
 

سكان الحارة

وتعتبر حارة السقايين ذات خصوصية كبيرة وشهرة واسعة نظراً لمن عاشوا فيها، وأشهرهم:
 
  • شفيقة القبطية: أشهر مغنية في بداية القرن العشرين والتي كانت على علاقة وثيقة برجال الحكم وكبار الإقطاعيين.
  • الشاعر أحمد رامي: صاحب أكبر رصيد من الأغنيات لأم كلثوم من مواليد هذه الحارة إلا أنه تركها منذ طفولته.
  • محمد دري: صاحب أول مطبعة في الشرق لطباعة الكتب الطبية، وكانت تعرف باسم المطبعة الدرية.
  • كذلك من سكان الحارة المتشرف الإنجليزي المعروف (إدوار وليم لين) الذي كان يلبس ملابس أولاد البلد، وقد أطلق على نفسه اسم منصور أفندي، وهو مؤلف الكتاب الشهير (المصريون المحدثون عاداتهم وتقاليدهم).
  • و من سكانها ة بطرس باشا غالي، جد بطرس بطرس غالي سكرتير عام الأمم المتحدة سابقاً، وداوود بركات الذي تولى رئاسة تحرير “الأهرام”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى