حوارات و تقارير

بعد الحرب الروسية الأوكرانية.. هل سيشهد العالم أزمة جديدة في البوسنة والهرسك؟

أسماء صبحي
 
في ظل انشغال العالم بالأزمة الروسية الأوكرانية خلال الفتره الماضية، تم إهمال باقي المشاكل التى تواجه الدول الأخرى، مما تسبب في حدوث حرب أهلية في البوسنة والتى ستنعكس على العالم الأوروبي، حيث اشتعل فتيل الحرب في البوسنة والذي يعتبر إشارة للمنظمات الأوروبية والدولية لسرعة التدخل وحل الأزمة، والتي ستنعكس على أوروبا بأكملها.
 

أزمة البوسنة والهرسك

حالة من الخوف الكبير تعيشها دولة البوسنة والهرسك في ظل تصاعد التوتر بشكل لافت مع الحديث مؤخرًا عن إمكانية تجدد الخلاف داخل البلقان، وفي منتصف الدول التي كانت تشكّل جمهورية يوغوسلافيا السابقة.
 
وأفادت المعلومات، بأنّ المخاوف تتعاظم أكثر كون ذلك الخلاف قد يكون أكبر تهديد منذ انتهاء الحرب في العام 1995، ربما يسفر عن كارثة شاملة، وتعيش البوسنة والهرسك أخطر أزمة تواجهها منذ نهاية الحرب البوسنية في العام 1995، والتهديد بالإنفصال قد يؤدي إلى حصول خلاف مفتوح ربما يصل للإشتباكات المسلحة.
 
وخلال السنوات الـ 25 الماضية، بدأ الاهتمام ببعض المؤسسات التي تحتاجها الدولة لبسط سيادتها، كالجيش الموحد، ووكالات الاستخبارات وغيرها من المؤسسات الأمنية، والمؤسسات التي لها علاقة بسياسة البلاد الاقتصادية.
 

خطر جديد

وينتشر حاليًا تهديد كياني ريبوبليكا صربسكا بالانفصال عن دولة البوسنة والهرسك، وهو ما يهدد سيادة الدولة، وقد يؤدي ليس فقط إلى خلاف سياسي كما هو حاصل الآن، بل إلى إمكانية حصول خلاف مفتوح ربما يصل إلى الاشتباكات المسلحة إذا ما قررت ريبوبليكا صربسكا إعادة بناء قوتها العسكرية، وتلك إحدى الأفكار التي يناقشها القادة في ريبوبليكا صربسكا.
 

إعادة مشاهد حرب 1992

وتسببت هذه التحركات في استعادة أجواء حرب 1992- 1995 بين البوسنيين والكروات والصرب، وما تخللها من أعمال إبادة جماعية وحصار لسراييفو، ولم تنته إلا بتدخل دولي أفضى لاتفاق “دايتون” للسلام.
 
وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: “عززنا قدرتنا على الاستجابة بسرعة حال حدوث أزمة، وسنواصل ردع الجهات التي تسعى لزعزعة الاستقرار”، وذلك خلال جولته في قاعدة بوتمير للقوات الأوروبية قرب سراييفو التي ضاعفت عددها لتعزيز أمن البلاد المقسمة على أسس عرقية.
وتصاعدت وتيرة التهديدات من المتشددين في صرب بالانفصال عن البوسنة والانضمام لصربيا، مع ظهور استعدادات عسكرية لميليشيات داخل مناطق الحكم الذاتي الصربية “صربسكا”.
 

اتفاق دايتون

ويعتبر أهم ما ورد في اتفاق “دايتون”، أن تضم جمهورية البوسنة والهرسك كيانين، الأول هو الكونفدرالية بين البوسنيين والكروات، والكيان الثاني هو ما يطلق عليه جمهورية صرب البوسنة “صربسكا”.
 
وينص الاتفاق أيضا على أن يرأس الجمهورية البوسنية مجلس رئاسي ثلاثي يتناوب الرئاسة بين القوميات الثلاث: البوسنية المسلمين وصرب البوسنة وكروات البوسنة.
 
وفى الوقت الحالي يتحلل الكيان الصربي من اتفاق “دايتون”، مع التحريض على أفعال تزعزع الاستقرار، ومنها إقامة استعراضات عسكرية للميليشيات.
 
وشدد مسئولون على منظمة الأمن والتعاون الأوروبي أن تستخدم أدوات الدبلوماسية الوقائية التي جربتها الأمم المتحدة في البلقان عام 1992 لنزع فتيل الحرب بين اليونان وجمهورية مقدونيا السابقة.
 
وكشفت الباحثة السياسية دانييلا القرعان أن القوميين الصرب يثيرون نزاعات في البوسنة والهرسك، ويتلقون دعما من منظمات يمينية في الاتحاد الأوروبي، ما يهدد بنشوب نزاع مسلح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى