حوارات و تقارير
لإنهاء الصراع ..أوكرانيا تتنازل وروسيا تُقدم تعهدات
دعاء رحيل
أعلنت أوكرانيا أمس الثلاثاء عن تقديم مقترحات لإنهاء الغزو الروسي لأراضيها، فيما ردت روسيا بتعهدات، خلال مفاوضات أجراها الطرفان في مدينة إسطنبول التركية.
وانطلقت المفاوضات أمس الثلاثاء في إسطنبول وسط آمال بأن تقود لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من شهر.
فيما رحب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم بـ”التقدم الأهم” في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا منذ اندلاع الحرب، في الجولة التي استضافتها إسطنبول. وقال جاويش أوغلو “إنه التقدم الأهم منذ بدء المفاوضات”.
مقترحات أوكرانيا
وقد اقترحت أوكرانيا تبني وضع محايد مقابل ضمانات دولية لحمايتها من التعرض لهجوم.
ونقلت رويترز عنن مفاوضين أوكرانيين أنهم اقترحوا وضعا لا تنضم بموجبه بلادهم إلى تحالفات أو تستضيف قواعد لقوات أجنبية، لكن أمنها سيكون مضمونا بعبارات مشابهة لما ورد في “المادة 5″، وهي بند الدفاع الجماعي في حلف شمال الأطلسي.
وفي هذا الصدد قال المفاوضون للصحفيين في إسطنبول إن المقترحات ستشمل أيضا فترة مشاورات مدتها 15 عاما بشأن وضع شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا ويمكن أن تدخل حيز التنفيذ فقط في حالة وقف إطلاق النار الكامل.
وأضاف المفاوض الأوكراني أولكسندر تشالي “إذا أمكننا تثبيت هذه البنود الرئيسية -وبالنسبة لنا هذا أهم شيء- فإن أوكرانيا ستكون عندئذ في وضع يوطد فعليا وضعها الحالي كدولة غير عضو في أي تكتل وغير نووية في صيغة الحياد الدائم”.
وأوضح”لن نستضيف قواعد عسكرية أجنبية على أراضينا، والأمر نفسه بالنسبة لنشر وحدات عسكرية على أراضينا، ولن ندخل في أي تحالفات عسكرية سياسية”. وستُجرى التدريبات العسكرية بموافقة الدول الضامنة.
فيما قال الوفد الأوكراني المفاوض “يجب أن يكون هناك اتفاق على المستوى الدبلوماسي وأن يكون ملزما للجميع”.
ونوه أن أوكرانيا ستوقع على الاتفاقات عند وقف الحرب وعودة اللاجئين واستتباب الأمن، موضحا أنه “إذا تم توقيع اتفاق تحت الضغط وفي ظل الحرب فلن يكون جيدا”
وتضمنت مقترحات أوكرانيا “مطالبة الدول الضامنة بالتدخل خلال 3 أيام إذا تعرضنا لأي عمل عسكري”.
لكن الوفد أصر على حصول تفاهم بشأن جزيرة القرم “وإلا فلن يكون هناك حل آخر غير استعمال السلاح”.
وقال الوفد الأوكراني المفاوض “من حق الروس أن يعتقدوا أن القرم روسية لكن من حقنا استعادة كل ماهو أوكراني”. وأضاف “الوضع في الأراضي المحتلة في القرم لا يسمح للمواطن بالتعبير عن رأيه”.
تعهدات روسيا
ومن جهته، قال ألكسندر فومين نائب وزير الدفاع الروسي إن موسكو قررت تقليص الأعمال القتالية قرب كييف وتشيرنيهيف لتهيئة الظروف للحوار.
ووصف رئيس الوفد الروسي المفاوض فلاديمير ميدينسكي المفاوضات الروسية الأوكرانية في إسطنبول بالبناءة.
وقال ميدينسكي إن الوفد الروسي تلقى من الجانب الأوكراني خلال المفاوضات مقترحات بشأن الموقف الأوكرانية من التسوية لإدراجها في الاتفاق بين الجانبين.
وأشار إلى أن روسيا لا تعارض انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي. وأوضح أنه سيدرس المقترحات الأوكرانية ويبلغ بها الرئيس فلاديمير بوتين.
وأكد ميدينسكي أنه سيتم عرض هذه المقترحات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أقرب وقت، وقال “سنقوم بالرد على الجانب الأوكراني”.
وأعلن ميدينسكي في ختام المفاوضات أن الجانب الروسي سيتخذ خطوتين للتقليل من حدوث التصعيد في أوكرانيا إحداها عسكرية والأخرى سياسية.
كما أكد على إمكانية عقد لقاء مباشر بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتزامن مع التوقيع على اتفاقية السلام بين البلدين (أي في آن واحد؛ اللقاء والتوقيع).
ولفت ميدينسكي إلى أن الحديث يدور عن أنه في البداية سيتم إعداد الاتفاقية ومن ثم يتم الموافقة عليها من قبل الوفدين، ثم يصدق عليها وزيرا الخارجية، وثم يتم بحث لقاء الرئيسين للتصديق عليها.
لكنه نبه إلى أن عقد مثل هذا اللقاء ليس بالأمر السهل، خاصة أنه يمكن أن يكون متعدد الأطراف وبمشاركة الدول الضامنة للسلام والأمن في أوكرانيا، وفق قوله.
وأشار إلى أن الضمانات الأمنية التي طلبتها أوكرانيا لا تنطبق على شبه جزيرة القرم ودونباس، أي أن أوكرانيا تتخلى عن إمكانية استعادة هذه المناطق بالوسائل العسكرية.