“اللي ميتسموش”.. قبيلة إفريقية تنتظر 3 أعوام لتسمية أطفالها
أميرة جادو
توضح الأسماء الأفريقية الكثير من المعلومات عن الطفل، من المشاعر والأحداث المتعلقة بالولادة والثقافة وترتيب الميلاد وتاريخ الميلاد والمعتقدات الدينية والأصل، وتختلف مراسم تسمية الطفل بالعديد من البلدان في أفريقيا، عن الثقافات والأديان المعروفة في العالم، وخاصة في شعب بورانا، حيث يتم تسمية الأبناء ووسط أجواء احتفالية مقدسة، ينظم والد الطفل حفلًا بعد مرور أشهر قد تصل إلى أربعة سنوات، لإطلاق اسم لطفلهم.
ينتشر شعب بورانا أورومو حاليًا في شمال كينيا وجنوب إثيوبيا، وعدد قليل منهم بالصومال، ويتحدثون لهجة الأورومو، معروفون بأنظمتهم السياسية التاريخية، ويمارسون دياناتهم التقليدية والمسيحية والإسلام، فعلى عكس البلدان الأفريقية الأخرى يتمسكون بالعديد من العادات والتقاليد الخاصة بهم، ومنها عدم إعطاء اسم للطفل عند الولادة حتى يبلع سن عامين أو ثلاث أعوام، ثم امنح الطفل أسمًا في احتفال خاص.
هناك أسماء خاصة لبعض الأطفال؛ يقال أن بعض الأسماء خاصة بالأولاد فقط، وعندما يقترب وقت المراسم لا يملك الأب ثمن إقامة الطقوس، يساعده الأقارب في إكمالها بالصورة المطلوبة، ويتم تحديد موعد المراسم من قبّل شيوخ وكبار القبيلة وتستمر احتفالات البركة والغناء والرقص والأكل لمدة ثلاثة أيام.
وتعد قبيلة البورانا إحدى المجموعات المهاجرين الأوروميين. المعروف أنهم غادروا المرتفعات الجنوبية لإثيوبيا في القرن السادس عشر، كان الأورومو قد هاجروا شرقًا لكن الصوماليين صدوه مما أدى إلى توسيع جنوبه، فهناك ما يقرب من 4 ملايين شخص من سكان بورانا يعيشون في إثيوبيا ، حسب التقارير فتشير صحيفة إثنولوجي إلى أن الإثنية الأورومو في إثيوبيا يبلغ عددهم حوالى 30000، مما يجعل الكتلة ككل أكبر كتلة ثقافية – عرقية.
طقوس الاحتفال
يبدأ الحفل بإنشاء كوخ كبير قبل أسبوع من الاحتفال.. ويقوم والد الطفل بدعوة العديد من أقارب الأسرة إلى مراسم التسمية، ويقدم كل ضيف وعاء ملئ بالحليب كهدية وهذا هو السبب في أن الحفل يقام بعد الأمطار الغزيرة، والتي تساعد على نمو المراعي التي توفر علفًا وفيرًا للأبقار، ويشير وصول الضيوف من القرى المجاورة إلى أن الحفلة على وشك البدء، ويتطوع 7 من أقارب الطفل بمساعدة الوالد، طوال فترة الاحتفالية.
فيما يحمل الضيوف أغصان الشجر الصغيرة، ويقومون بوضعها على الكوخ، وهم يجوبون حول الطفل ويتمنون له دوام العمر والبركة.
