حوارات و تقارير
“تل الكيلاني”.. ملتقى الأديان والحضارت في طور سيناء
أسماء صبحي
يضم تل الكيلاني بطور سيناء ديرًا وجامعاً وميناءً من العصر المملوكى ومنازل مبنية بالكامل بالحجر المرجاني المتوفر في المواقع الساحلية بسيناء فهو مجمع للفنون.
أرض أثرية
وتم تسجيل تل الكيلانى كأرض أثرية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1150 لسنة 1996 بمساحة 500م طول، 200م عرض، ويضم بقايا الميناء المملوكي حيث كانت سفن أوروبا ولاسيما سفن البندقية ترتب سفر قوافلها البحرية إلى الموانئ المصرية، وفقًا لبرنامج دخول القوافل البحرية المصرية إلى ميناء الطور.
فكانت تصل الإسكندرية أو دمياط أو رشيد في النصف الثاني من شهر سبتمبر وتسافر محملة في منتصف أكتوبر، وكذلك في شهر مارس وكانت الطور في العصر المملوكي محور التجارة العالمية وقد أسس به سلاطين المماليك مباني لموظفي الجمارك والأماكن لإسكان الحامية وارتبط ميناء الطور بميناء السويس.
ملتقى الأديان
ويقع دير القديس جاورجيوس في الجزء الشرقي من منطقة تل الكيلاني، ويتبع في تخطيطه دير سانت كاترين كشبه منحرف محاط بسور مقاسات أضلاعه الشمالى 84م ، الجنوبى 108م ، الشرقى 70م ، الغربى92م وله مدخل مغلق بالجدار الغربى فى مواجهة تل الكيلانى هو المدخل القديم وفتح مدخل حديث بالجدار الشمالى فى مواجهة مدينة الطور.
كما يضم كنيسة قديمة بوسط الدير تضم رفات القديس جاورجيوس الذي كشف عنها بحفائر دير الوادى بطور سيناء وتم تسليمها للدير، والقديس جاورجيوس كان يعمل فى رتبة إدارية ورهبانية داخل دير سانت كاترين (حافظ الأمانات) .
وكان قد أقام فى روسيا لسنوات ثم قرر أن يأتي لديره الروحي وهو دير سانت كاترين، ونظرًا لظروفه الصحية وعدم تحمل البرد القارس بنى قلاّية في وادي الأربعين وعاش بها ثم جاء إلى دير الطور بالكيلاني وبدأ في بناء كنيسة جديدة بإذن من وإلى القاهرة ما بين عامى (1304- 1305هـ/1886-1887م) .
ويتواجد به أيضًا جامع الكيلاني أو الجيلاني الذى يقع بالجهة الجنوبية من تل الكيلاني، ويشرف على خليج السويس مباشرة وقد قام ببنائه عامل بناء مسيحى هو بنيوتى جريجورى الذى ولد عام (1256هـ / 1840م) و مات عام (1359هـ / 1940م)، وقد ضم مقامًا قديمًا للشيخ الجيلاني.
وهو جامع صغير مساحته 22م طولًا، 12م عرضًا وهو من المساجد ذات الوحدة المفردة يتكون من بيت الصلاة من قاعة مستطيلة غير مقسمة لأروقة ولا يوجد به صحن أوسط ويغطيه سقف مسطح.
وينقسم الجامع لثلاثة أجزاء، الجزء الأول بيت الصلاة في الجزء الشمالي الشرقي، والجزء الثاني وهو الأوسط مكون من مساحة مستطيلة 12م طولًا، 6م عرضًا، و يتضمن القبة الضريحية الخاصة بالشيخ الجيلاني بالجهة الجنوبية الشرقية والمئذنة بالجهة الشمالية الغربية، وهى مئذنة بسيطة من شرفة واحدة، والجزء الثالث بالجهة الجنوبية الغربية ويتضمن حجرتين أحدهما لخادم الجامع والأخرى مخزن.
منازل الكيلاني
وتعد منازل الكيلاني طرازًا فريدًا من المباني، بنيت بالكامل من الأحجار المرجانية لتوفرها بكثرة في هذا الموقع وكانت تستخدم هذه المنازل لسكن عمال الميناء فيما بعد والصيادين وأسرهم واستخدمت بعضها قناصل للدول الأوروبية.
كما سكنتها أسر مسيحية مثل أسرة عنصرة وبراميلى وبولس وغريغورى وديمترى واستورو وغيرها كانت تعمل بالتجارة، وأسر مسلمة مثل أسرة موسى راضى وكانوا هم البحارة على السفن التجارية التي تستقبل تجارتها الأسر المسيحية عبر ميناء الطور القديم، وتعتبر منازل الكيلاني هى أول منازل بنيت فى مدينة الطور فى عهد محمد على (1805- 1848م).