مفاخر النصر..اللواء “السید الشافعي” قائد اللواء الخامس مشاة اسر قائد كتيبة الدبابات الإسرائيلي
أسماء صبحي
رحل عن عالمنا في هدوء شديد عام 2019؛ اللواء السید الشافعي قائد اللواء الخامس مشاة من الفرقة 19 التابع للجيش الثالث الميداني ، هذا القائد المصري يطلق علية لقب ” الأسطورة المصرية ” ، فقد قام ببطولات عديدة في حرب أكتوبر المجيدة ، فقد تمكن من أسر ” ديفيد جروس ” قائَد كتيبة الدبابات الإسرائيلية ، كما نجح في السيطرة على مركز القيادة العسكرية الإسرائيلي الجنوبي في سيناء، ونستعرض من خلال السطور التالية العملية البطولية التي قام بها اللواء السید الشافعي في حرب أكتوبر والتي تحدث عنها الإسرائيليين بحسرة …..
في الیوم العاشر من حرب أكتوبر 73؛ قاد اللواء الشافعي هجوما لیلیا للسيطرة على مركز القيادة الإسرائيلي الجنوبي في ممر متلا، وعن ذلك يقول في مذكراته :
” لقد قررت الهجوم الليلي الصامت، وبالمشاة فقط بدون استخدام كتيبة الدبابات في الھجوم، لأن العدو یملك دبابات ذات مدى أكبر من الدبابات التي معي، فإذا دفعت كتيبة الدبابات فإنها ستدمر بالكامل، وسأخسر أطقمها، لذلك كونت مجموعة اقتناص دبابات ودفعت بھا في الھجوم “.
وتابع اللواء الشافعي، إن الأبطال المصریین انقضوا في منتصف الليل على الأعداء وھم نیام فقتلوهم جميعا وكان عددهم 44 فرًدا إسرائيليا من بینھم ضابطان برتبة عميد، واثنان برتبة عقید، وثلاثة ضباط برتبة المقدم، وضابط برتبة ملازم، وكان بعضهم قد استيقظ ولكنه لم یستطع أن یضع قدمه في حذائه، وفي الصباح ھجَم الأبطال المصريون على الدبابات، فكان الجندي المصري مدربا على أن یدفع نفسه تحت الدبابة ثم یصعد علیھا من الخلف ویلقي قنبلته علیھا ویفجرھا .
وأكد اللواء الشافعي؛ أن العدو الإسرائيلي قام بإطلاق مدفعیته الثقيلة تجاه مجموعته ، مما أسفر عن إصابة رئيس أركان اللواء العقيد ” أسعد ذكي ” بشظية في وجھه ، وطلبت منه أن ینتقل إلى السریة الطبیة ، فرفض وأصر على القتال معي ، ولكنه استشهد بعد ثلاثة أیام متأثرا بجراحه، وحاول العدو الإسرائيلي أن یسترد مركز قیادته فقام بھجوم مضاد بعدد 54 دبابة، إلا أن الأبطال المصریین قاتلوهم ودمروا الكثير من الدبابات منھا 26 دبابة طارت أبراجها من شدة الانفجار، وتم أسر الكثیر منھم وعلى رأسھم قائد الكتیبة نفسه و یدعى “دیفید جروس” .
واختتم اللواء الراحل قصته البطولية قائًلا: وبعد الأسر سألت قائد الكتيبة الإسرائيلية “دیفید جروس” عن رأیه في المعركة التي دارت؟، فرد (إن ما رأيناه شيء لا یوصف لقد حارب رجالك بطريقة انتحارية)، ثم سألني القائد الإسرائيلي ھل تعطون جنودكم حبوب الشجاعة؟، فأجبته: (لا … إن ھذا ھو الجندي المصري).
رحم الله هذا القائد البطل وأمثاله من الشرفاء الذین یعرفون مكانة مصر ، وكرسوا حیاتھم من أجل حمایتھا ورفعتھا ورفع رایتھا خفاقة للأبد .