المزيد

كنوز أرض الفيروز.. سيناء منجم الثروات المعدنية في مصر

أميرة جادو

تمتلئ سيناء، منذ فجر التاريخ، بالمعادن وخاصة أحجار الفيروز، لذلك سميت سيناء أرض الفيروز، فهي من أهم المناطق الغنية بالثروة المعدنية من بترول ونحاس وفوسفات وحديد فضلاً عن تنوع السياحة بها من سياحة ترفيهية  ودينية وعلاجية، وغيرها.

الفيروز

وهو أشهر معادنها، ويوجد في جبال وادي المغارة وسرابيت والصهو في قلب بلاد الطور، اعتبره المصريون القدماء هناك منذ الأيام الدولة الأولى حتى القرن العشرين، وتركوا هناك آثارا وصخور هيروغليفية ذات أهمية كبيرة تدل على ذلك.

أول من فكر في تعدين الفيروز في القرن الماضي، الرائد ماكدونالد، وهو ضابط إنجليزي متقاعد، إلى وادي المغارة عام 1854 وبنى له منزلاً عند سفح تل يسكنه عمال المناجم القدامى، وعاش هو زوجته هناك خمس سنوات في المعدن لكنه لم يحقق النجاح الذي توسل إليه فرجع إلى مصر وتوفي هناك عام 1870.

في 27 يناير 1900، منحت الحكومة المصرية ترخيصًا لشركة إنجليزية يرأسها السيد مورينج لتعدين الفيروز في سيناء، ثم في الأول من أغسطس من نفس العام، تم نقل هذا الترخيص إلى شركة إنجليزية أخرى تسمى نقابة تنمية مصر. عملت هذه الشركة في المنجم لمدة عام تقريبًا ووجدت أن دخلها من التعدين لا يغطي تكلفة التعدين، لذلك تركت العمل وتم إلغاء الترخيص في 1 يناير 1903.

ومازال أهل سيناء يستخرجون الفيروز من بعض معادنهم، ويبيعونها في السويس والإسكندرية ومصر، وعدد العاملين بينهم الآن لا يزيد عن 200 شخص، ولا يتجاوز دخلهم من ذلك 2000 جنيه في السنة، وكان عدد العاملين فيها قبل وصول الشركة الإنجليزية حوالي 600 شخص، وكان دخلهم حوالي 6000 جنيه في السنة.

وما زال الطَّوَرة يستخرجون الفيروز على قلة من معادنه، ويبيعونه في السويس والإسكندرية ومصر، وعدد المشتغلين منهم الآن لا يزيد عن ٢٠٠ رجل، ولا يزيد دخلهم منه عن ٢٠٠٠ جنيه في السنة، وكان عدد المشتغلين فيه قبل مجيء الشركة الإنكليزية نحو ٦٠٠ رجل، ودخلهم نحو ٦٠٠٠ جنيه في السنة.

وترى الفيروز منثورًا في جباله ظاهرًا باطنًا كالنجوم في سمائها، فيتتبعه المعدِّنون إلى باطن الجبل، وكلما توغلوا فيه تركوا عمودًا من أصل الجبل لئلا يهوي عليهم، فيتكون من ذلك مغاور قائمة فيها العمد كالهياكل، وفي جبال الفيروز الآن عدة مغاور قديمة وحديثة، وأكثرها في وادي قُنَيِّ؛ ولذلك سُمِّي بوادي المغارة.

النحاس

يتوفر في وادي النصب الغربية، وقد عدَّنه فيه قدماء المصريين، كما تدلُّ آثارهم الباقية هناك إلى اليوم، ويتوفر  النحاس أيضًا في وادي السمرا، وفي علو سند على نحو ساعتين شرقي النبي صالح، وفي جهات أخرى.

اهتم محمد علي بالبحث عن المعادن في سيناء، ففي عام 1822 قام بإرسال الطبيب الألماني روبل لهذا الغرض، وصل النحاس إلى وادي النصب، لكنه لم يعدنه.

في عام 1904 ، استعاد الإنجليزي السيد ونر عينة نحاسية من وادي السمرة وأرسلها إلى أوروبا وإلى معرض جيولوجي.

المنغنيس

يوجد في كثير من جبال سيناء وأوديتها، وقد تقدم أنَّ القدماء عدَّنوه في وادي المالحة، وأنَّ شركة إنجليزية تعدِّنه اليوم في وادي أم بجمة من فروع بعبعة وترجو منه خيرًا.

الحديد

يقال أنه يوجد في شرق سيناء في جبل الحديد، وقرب وادي النصب، في ملتقى الأرض الكلسية والأرض الرملية، والظاهر أنَّ تعدينه غير مربح  لكثرة التكاليف.

الذهب

وقد ذكر بعض البدو وجوده في مغارة في وادي طرَيفية من فروع الزلقة كما مرَّ، وهذه الرواية لم تثبت علميًّا بعد، ولكن العلم لا ينفيها؛ لوقوع ذلك الوادي في منطقة مصر الشرقية التي تنبت الذهب ومشابهته لها في التربة.

الفحم

يقال إن بعض الباحثين عثروا على عرق من الفحم في بعض الجبال شمال شرق سيناء، لكن لم يتم الإعلان عن خصائص هذا الفحم حتى الآن.

البتروليوم

يمكن وجوده في غرب سيناء على الشطوط البحرية بين وادي غرندل ومدينة الطور.

الينابيع الكبريتية

هناك ينابيع كبريتية في جبل حمَّام موسى وجبل حمَّام فرعون، حيث تستحم الأهالي بها لعلاج أمراض الجلد والروماتيزم والكبد،  وقد بنى عباس باشا الأول حمَّامًا على أحد ينابيع حمام موسى وتهدَّم، ففحصت الحكومة ماءه سنة ١٨٩٣ بقصد ترميمه، ولكن الفحص لم يشجع على ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى