كتابنا

سمو الأميرة سهيلة آل فيصل تكتب..

 

رقائق نحتاجها من حين لآخر

حينما دعاني اللواء أحمد زغلول؛ للانضمام لكُتاب مجلة صوت القبائل العربية والعائلات المصرية، فكرت بما سأستهل به كتاباتي، فقررت أن أكتب خواطري، وفي ظل تلك الظروف التي يمر بها العالم العربي قررت أن تكون خاطرتي الأولى معبرةً عن مدى حب الشرفاء لأوطانهم، والوطن بمفهومه العام هو البلد الذي ننتمي إليه، أما الوطن بالمفهوم الخاص هو البيت الذي عشت وتربيت فيه وتعلقت به، والمقصود في خاطرتي الوطن بمفهومه الخاص، وخاطرتي هذه تتعلق بمواطن سعوديٍّ، صدر أمرٌ بإزالة بيته الكائن بجوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حينما كان يتم تنفيذ مشروع التوسعة، فأنشد قصيدةً يصف بها حاله؛ ويبكي فراق جوار سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم فقال:

ولمّا رأيتُ الرقم فوق جدارها … وأيقنتُ أنَّ الهدم أصبح ساريا

بعثتُ إليكم بالبريد رسالتي … وأرفقتها شرحًا عن الدار وافيا

وأخليتها والعين تذرف دمعها … والابن يصرخ والبنات بواكيا

فإن جاءت الآلات تهدم منزلي … وأصبح بنياني على الأرض هاويا

فلا ترفعـوا ذاك الركـام بقسـوة … ستلقون قلبي تحته كان باقيا

فمَن لي بجار يشرح الصدر ذكره … ومَن لي بدار كان للخير دانيا

فإن كنتَ تبكي إن سمعت مصيبتي … فإني سأبقى طيلة العمر باكيا

سلامٌ على دار الرسول وأهلها … فقد صرت بعد القرب بالدار نائيا

وكان ردي عليه:

أيا صاحب الدارِ التي جاء ذكرُها … بطيبةٍ والأشواق تهفو دوانيا

قرأتُ لك الأبيات حين رسلتها … ففاضت دموع العين عبر القوافيا

فدارك يا هذا بوصفك جنةٌ … وقلبُك فيها رغم بُعدك باقيا

ألا ليت من قاموا بهذا ترفَّقوا … وراعوا حنينًا في فؤادك خافيا

أما علموا أنَّ القلوبَ منازلٌ … وأعظمها ما كان لله صافيا

وما علموا أن الجوار معادن … وجيرة خير الخلق أسمى الأمانيا

ففي ذكره للنفس أنس وراحة … وفي قربه تغلوا ديارًا خواليا

فصلِّ وسلِّم يا إلهي على النبي … محمد خير الخلق للناس هاديا

*********************

يا صاحب الدارِ التي بلغني ذكرها … لمَّا سمعت مصابك هان مصابيا

قد حـــــق لك البكــــــاء بحرقـــــة … غير أن الدمع لن يفيدك حاليا

آجرك الله على مبتلاك يا أخي … وطيَّب قلبك حتى تصبح راضيا

كيف بحالك أنت يا مسكين مفارقا … إذا كنتُ قد بتُّ بالسمع باكيا

وإن كنتُ أبكي فراق أحمد زائرا … فكيف الحال وقد كان أحمد جاريا

والله لا أرى لمصابك خير خلفة … إلا جوار أحمد بالجنان العاليا

فيارب اخلف صاحبي بجواره … في الفردوس بعد عمر صافيا

واحشرني معه فقد رق قلبي لحاله … وأنت أعلم يا إلهي بحاليا

وصلِّ على من جمعنا حبَّه … واسقني من حوضه واسقي أهليا

مقتطفات سريعة

الدنيا مدرسة كبيرة مديرها الزمن

ومعلموها والأساتذة فيها القدر

وتلاميذها للأسف نحن البشر

نتقابل غرباء

نعيش أصدقاء

وإن حان موعد الفراق

لا تقل الوداع بل قل إلى اللقاء

 

******************************************

المفكر السعودي

الشيخ محمد الحاضر الرشيدي يكتب …

أصول القبائل العربية

الأصل أن القبيلةَ هي جماعةٌ من الناس، تنتمي في الغالب إلى نسبٍ واحدٍ، يرجع إلى جدٍ أعلى أو أرومة أو جذم أو اسم حلف قبلي يعدُّ بمثابة جدٍّ، وتتكون من عدَّة فخوذ وبطون وعشائر، وغالبًا ما يسكن أفرادُ القبيلةِ إقليمًا مشتركًا يُعدُّونه وطنًا لهم، ويتحدثون لهجةً مميزةً، ولهم ثقافةٌ متجانسةٌ أو تضامنٌ مشتركٌ ضد العناصر الخارجية على الأقل، وكان ذلك في العصور الماضية أثناء اعتماد هذه القبيلة على الترحال بحثًا عن الكلأ أو التجارة، والتي كانت رائدة بين القبائل العربية والحضارات الأخرى في الصين والهند وغيرها، ولقد حدثنا القرآن الكريم عن رحلة الشتاء والصيف بين قريش وأسلافها والقبائل الأخرى في الشمال، والمقصود بها هي بلاد الشام ومصر وما علاها في موسم الصيف؛ حيث تكون الحرارة معتدلة وليست باردة، حتى تتأقلم عليها القافلة ومن عليها، وكانت رحلة الشتاء تتوجه إلى اليمن وما علاها أيضا، حيث انخفاض درجات الحرارة العالية التي يتميز بها الجنوب.

ولقد اندمجت القبائل الشمالية والجنوبية في الجزيرة العربية بدءًا من سكنى سيدنا إسماعيل بن إبراهيم وأمه السيدة هاجر بوادي مكة بعد ظهور الماء فيه من زمزم، وسكنى قبيلة جرهم الجنوبية في قلب الجزيرة، وامتدت الحضارة العربية شمالا وجنوبا، وكونت القبائل العربية مثل الأنباط ــ حضارات في البتراءــ، ووصلوا بثقافتهم العربية إلى شمال مصر قبيل ميلاد السيد المسيح بأربعين عاما، لدرجة أنهم حاربوا الرومان في مناطق الإسكندرية أثناء حكم «كليوباترا»، وأيضا احتكاك القبائل العربية مع الأحباش أثناء دخولهم جنوب الجزيرة العربية كمحتلين، إلى أن قال الله تعالى كلمته فيهم ورمامهم بحجارة من سجِّيل جعلتهم كعصف مأكول، عندما أرادوا هدم الكعبة المشرفة في عام الفيل التي أتى إليها أبرهة الحبشي فأهلكه الله، وعادت القبائل العربية لها الكلمة الأولى في الجزيرة العربية حتى جاء الإسلام.

وللحديث بقية…

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى