خاص صوت القبائل العربية و العائلات المصرية
تقول سجلات ودفاتر المواليد أن البطل إبراهيم عبد التواب من مواليد العاشر لشهر مايو عام 1937 بمحافظة أسيوط ونشأ بين أسرة تتمتع بحب الأهالي لالتزامها بتعاليم الدين والأخلاق الطيبة .
التحق إبراهيم عبد التواب بالدراسة وواصل طلب العلم وحصل على شهادة الثانوية العامة من المنيا والتحق بكلية التجارة جامعة أسيوط وبعد عام تركها والتحق بالكلية الحربية ونجح في اختباراتها وتخرج فيها عام 1956م .
مشواره العسكري :
تدرج البطل إبراهيم عبد التواب في المناصب القيادية حتى تولى رئاسة أركان إحدى مجموعات الصاعقة ثم أصبح قائدًا لإحدى كتائب لواء تابع للقوات الخاصة وقد حرص على تشكيل الكتيبة واستكمالها من الأفراد والمعدات وحصول الضباط على الفرق التعليمية وكان يقوم بنفسه بإعداد طوابير التدريبات التكتيكية حتى يطمئن إلى أن كل بطل قادر على تنفيذ المهام التي يُكلف بها بكفاءة .
بداية القتال:
اقتحم العقيد إبراهيم عبد التواب يوم 6 أكتوبر، متقدمًا كتيبته منطقة البحيرات المرة تحت تغطية قصف المدفعية المصرية والمقاتلات القاذفة؛ ليحطم نقطة كبريت الحصينة مع رجاله ويحتلها بعد نصف ساعة فقط من الهجوم عليها، وكانت نقطة كبريت كانت إحدى نقاط خط بارليف القوية، وأن سيطرة الكتيبة عليها في فترة زمنيه قصيرة راجع لبساله وبطوله افراد الكتيبة.
أهمية نقطة كبريت:
هذا الموقع كان المقر لإحدى قيادات العدو الإسرائيلي الفرعية وملتقى الطرق العرضية شرق القناة ويمكن من خلاله السيطرة على كافة التحركات شرق وغرب منطقة كبريت بالإضافة إلى أنه يعتبر نقطة الاتصال بين الجيشين الثاني والثالث المصريين ولذلك يعد من المواقع الهامة ولذلك حاولت قوات العدو الدفاع عنه بشراسة للتمسك به وقامت بمحاولات متكررة لاستعادة السيطرة عليه حتى أن الهجمات الجوية كانت تستمر لساعات متواصلة وبقنابل بلغ وزنها الألف رطل بالإضافة إلى هجمات الدبابات والمشاة ورغم كل هذا لم تسفر محاولات العدو عن أى تقدم وظل الموقع صامدًا بفضل القيادة العظيمة من البطل إبراهيم عبد التواب وبراعة جنود مصر البواسل.
لم يكن أمام قادة إسرائيل إلا فرض الحصار حول الموقع على أمل عزل الكتيبة المصرية عن الجيش المصري ومنع الإمداد عنها وأستمر هذا الحصار مدة 134 يوما سطرت خلالها ملحمة نادرة من الصمود والتماسك بين أفراد الكتيبة المصرية بقيادة البطل إبراهيم عبد التواب .
منذ اليوم الأول للحصار جلس البطل العقيد إبراهيم عبد التواب وحوله الأبطال من الضباط والجنود ووضح موقف الكتيبة والإجراءات الواجب أتباعها وتعاهد الأبطال أنه لاتفريط في الموقع حتى آخر طلقة وآخر رجل.
كان البطل إبراهيم عبد التواب القدوة والمثل في تحمل آثار الحصار فقد كان أقل رجاله استهلاكا للمياه والطعام بل أنه في بعض الأحيان كان يتنازل عن التعيين الخاص به لمن يرى عدم قدرته على تحمل حالة التقشف التي أتبعتها الكتيبة منذ اليوم الأول للحصار وانقطاع الإمداد ورغم حالة الإعياء التي بدأت تظهر آثارها واضحة عليه بسبب قلة الطعام والمجهود الكبير فقد حرص على الصلاة بالأبطال في كل موعد للصلاة مواعيدها.
يوم 14 يناير عام 1974 وبينما كان البطل العقيد إبراهيم عبد التواب يواجه إحدى غارات العدو سقطت دانة غادرة إلى جواره فأستشهد بين رجاله .
بعد استشهاده أزداد عزم الأبطال على الأخذ بثأره وعدم التفريط في الموقع رغم العروض المغرية التي كان يلقيها العدو كل لحظة .. تارة بضمان سلامتهم وتارة أخرى بضمان عودتهم بأسلحتهم ولكن أبطال مصر أصروا على القتال والمقاومة حتى تم اتخاذ قرار الفصل بين القوات المصرية والإسرائيلية .. وانسحبت قوات العدو الإسرائيلي وهى مبهورة بصمود أبطال مصر.
تم تكريم اسم البطل الشهيد العقيد إبراهيم عبد التواب حيث تم منحه وسام نجمة سيناء من الدرجة الأولي.
وتعد معركة كبريت من أروع المعارك التي سطرها الجيش المصري في حرب أكتوبر، التي شهدت حصار كتيبة كاملة مكونة من 400 فرد في مساحة لا تتجاوز كيلو متر مربع، كان من بينهم إبراهيم عبد التواب، الذي يعتبر آخر شهيد في حرب أكتوبر بعد أن رحل عن عالمنا في يوم 14 يناير 1974.