تاريخ ومزارات

هزيمة قبائل غطفان وجيش النعمان علي يد بني سليم

“””هزيمة قبائل غطفان وجيش النعمان علي يد بني سليم “”

 

تحقيق موجز وسريع عن تلك الواقعة التي زعم البعض أنها من أيام العرب الشهيرة في الجاهلية،

وأيام العرب في الجاهلية كثيرة ومما يدلُّ على كثرة الحروب بين العرب أن ابن الأثير بدأ باب ذكر أيام (حروب) العرب في الجاهلية بقوله: “نحن نذكر الأيام المشهورة والوقائع المذكورة التي اشتملت على جمع كثير وقتال شديد، ولم أُعَرِّج على ذكر غارات تشتمل على النفر اليسير؛ لأنه يكثر ويخرج عن الحصر” ، ومع هذا فقد أتى بما يربو على خمسين يومًا (معركة)، كلها من الوقائع الكبيرة المشهورة!

إلا أنني لم أجد ذكر لهذا اليوم الذي من المفترض أن يكون من أيام العرب الشهيرة مثل معركة زي قار أو أيام الفجار وغيرها من الملاحم مما جعلني أشك في وقوع هذا الحدث برمته

إلا أنني وجدت في كتاب” فرحة الاديب” الرد الكافي لهذه القصة الواهية التي اوردها بن السيرافي والرد كذلك علي أبيات الشعر المنسوبة لعباس بن مرداس

 

حيث يقول الغندجاني في كتابه فرحة الأديب مانصه:

 

فانظر كم وقع من التخليط فيما أورده ابن السيرافي من هذا الشعر.

؟قال ابن السيرافي قال رجل من بني سليم وهو أنس ابن العباس:

لا نسب اليوم ولا خلةً … اتسع الخرق على الراقع

وفي بعض النسخ:

اتسع الفتق على الراتق

قال:” وزعم بعض الرواة” أن النعمان بن المنذر بعث جيشاً إلى بني سليم، لشيء كان وجد عليهم من أجله، وكان على الجيش رجل يعرف بكافر بن فرتنا أو عمرو بن فرتنا، فمر بالجيش على غطفان فاستجاشوهم على بني سليم، فهزمت بنو سليم الجيش، وطعن عمرو بن فرتنا وأسر، ومتت غطفان إلى سليم بالرحم التي بينهم، فقال أبو عامر جد العباس بن مرداس قصيدة فيها: إن ما بيننا وبين غطفان قد انقطع بما عملوا. أولها:

إن بغيضاً نسبٌ فاسق … ليس بموثوق ولا واثق

لا نسب اليوم ولا خلةً … اتسع الخرق على الراتق

لا صلح بيني فاعلموه ولابينكم ما حملت عاتقي

سيفي، وما كنا بنجدٍ وما … قرقر قمر الواد بالشاهق

قال: وقوله قمر الواد: يريد القمر التي تكون أعشاشها في شجر الوادي تطير على الجبال وتصيح.

قال س: هذا موضع المثل:

وردوا بحارشة الضباب كأنما … وردوا بنيب عمارة بن زياد.

ثم يعلق الغندجاني علي القصة قائلا:

 

“أطال ابن السيرافي الكلام في تفسير هذا الشعر وأعرضه، ثم جاء بعقب هذه الخيلاء بما لا يجدي نفعاً. وذلك أنه أتى

” بقصة تدخل في حكم السمر، “وهو قوله: كان النعمان بعث جيشاً .. إلى آخر القصة، وفي الأبيات التي أوردها اضطراب ونقص، ولم يعرف معنى البيت الأخير الذي هو المعني.

وكان من قصة هذا الشعر – فيما قرأته على أبي الندى في كتاب بني سليم – قال: جاور أبو عامر بن حارثة السلمي أخواله بني مرة، فأطردوا إبله، فخرج هو ومرة بن جارية، وسنة بن جارية، وسنان بن جارية، حتى أوقعوا ببني مرة بين أبانين فقتلوا أناساً منهم، وأطردوا إبلاً لهم.

وقال أبو عامر في ذلك:

أعرف أخوالي وأدعوهم … كأن أمي ثم من بارق

لا نسب اليوم ولا خلةً … اتسع الخرق على الراتق

إن بغيضاً نسبٌ فاسخٌ … ليس بموثوق ولا واثق

أسيافنا يأخذن أولاهم … خطف عصي المورد الواسق

لا صلح بيني فاعلموه ولا … بينكم ما حملت عاتقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى