الشريف/ عصام الحويري يكتب ..

 بشهادة التاريخ أخر خليفة مسلم من بني العباس حمل الجنسية المصرية

يذكر الدكتور سعيد عاشور في كتابة «الظاهر بيبرس» أن هناك ثمة عمل أقدم عليه السلطان بيبرس فكان له أبلغ الأثر والنتائج بالنسبة للتاريخ الإسلامي وتاريخ مصر بوجه خاص ألا وهو مشروع إحياء الخلافة العباسيه في مصر، ومن الثابت أن العالم الإسلامي أخذ يحس بفراغ كبير بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد علي أيدي التتار 1258 م إذا امسي المسلمون بدون خليفه وهو أمر لم يتعادوه منذ وفاة الرسول صلي الله عليه و سلم، و كان من المتعذر أو المستحيل بعد مقتل الخليفة العباسي أن يخلفه أحد من أبناء بيته في بغداد، إذ غدت حاضرة العباسيين قاعدة للمغول الوثنيين ولذلك أراد بعض حكام المسلمين في البلاد المجاورة، أن يغتنموا الفرصة لإحياء الخلافة في بلادهم مما يعود على من ينجح في ذلك بالمكانة السامية بوصفه حامي الخلافة الإسلامية ، ومن ذلك ما يقال من أن الناصر يوسف الأيوبي صاحب حلب ودمشق عند مولد دولة المماليك فكر عقب سقوط الخلافة العباسية في بغداد في استمالة أحد أفراد البيت العباسي الفارين من وجه المغول إلي مقر إمارته ببلاد الشام ليعلنه خليفة ويجني من وراء ذلك بعض المكاسب السياسية التي تمكنه من الصمود في وجه المماليك بمصر ، ولكن سرعة تطور الأحداث التي صحبت قيام دولة المماليك لم تمكن الناصر يوسف من تحقيق غرضه .

ومن ذلك ما يذكره السيوطي من أن قطز علم وهو في دمشق عقب انتصاره علي المغول في عين جالوت بقدوم أحد أمراء بني العباس فأمر بإرساله إلي مصر حتي يتخد العدة لإعادته إلي بغداد غير أن العمر لم يمهل قطز لينفذ مشروعه الخاص لإحياء الخلافة وهكذا شاءت الظروف أن يكون السلطان الظاهر بيبرس هو صاحب فكرة إحياء الخلافة العباسية في مصر بالذات هو الذي حاز علي فخر تنفيذ الفكرة علميا من ناحية وربط الخلافة العباسية في ذلك الدور الجديد من أدوار تاريخها مصر والقاهرة من ناحية أخري .

و بذلك أصبحت مصر مركز للخلافة الإسلامية وهي صاحبة الفضل في حماية وصون رمز الدين الإسلامي المتمثل في الخلافة واستمرت الخلافة العباسية في مصر حتي جاء الغزو العثماني سنة 1517 م بقيادة سليم الأول الذي عمل علي إنهاء دولة الخلافة الإسلامية في القاهرة حيث نقل الخليفة العباسى المتوكل على الله الثالث جبرا إلي اسطنبول وأجبر عن التنازل عن الخلافة لسليم الأول حسب ما ذكره ابن اياس الحنفي في كتابه ( بدائع الزهور في وقائع الدهور) ولذلك كان لازما علينا أن نذكر أرد وغان و شيعته و اخواته الباكين علي زوال الخلافة العثمانية الذي لا يفوت مناسبة حتي يعلن فيها انه حفيد العثمانيين ويحاول أرد وغان أن يعيد أمجاد هذه الدولة التي ولت منذ زمن بعيد ونقول له إن اجداده جاءوا إلي مصر لسرقة منجزها الحضاري المتمثل في الخلافة الإسلامية واصطحاب أخر الخلفاء العباسيين معه إلى الآستانة علي حد قول ابن اياس (حصل للناس علي فقد أمير المؤمنين المتوكل علي الله العباسي غاية الأسف وانقطعت الخلافة فى مصر و صارت إلى اسطنبول) وبذلك نستطيع أن نقول إن أخر خليفة عربى مسلم كان يحمل الجنسية المصرية كان من أحفاد العباس عم المصطفى صلي الله عليه وسلم.