من ثورة شعبية إلى إمبراطورية كبرى.. يوم تتويج نابليون إمبراطورًا على فرنسا

في صباح الأحد 2 ديسمبر 1804 شهدت كاتدرائية نوتردام في باريس لحظة تاريخية مع تتويج نابليون بونابرت إمبراطورًا للفرنسيين، في مشهد جمع بين الرمزية السياسية والطقوس الدينية، وكان هذا الحدث إعلانًا رسميًا لقيام الإمبراطورية الفرنسية الأولى بعد سنوات طويلة من الاضطرابات التي بدأت مع الثورة الفرنسية عام 1789.
يوم تتويج نابليون إمبراطورًا على فرنسا
تلك الثورة أطاحت بالملكية المطلقة، وأنهت حكم لويس السادس عشر، وأسست الجمهورية الأولى وسط فوضى سياسية وإعدامات هزت فرنسا، وخلال هذه التحولات صعد نابليون من جنرال عسكري إلى القنصل الأول، ليستغل محاولة اغتيال نسبت للملكيين عام 1804 مبررًا بها إعلان قيام الإمبراطورية باعتبارها ضمانة للاستقرار.
اختار نابليون لقب إمبراطور ليبتعد عن إرث ملوك بوربون، ودعم قراره باستفتاء شعبي جاءت نتيجته بنسبة 99.93%، رغم أن نزاهته كانت محل جدل واسع، وفي كاتدرائية نوتردام زُين المكان برموز مثل النحل والنسور التي ارتبطت بالماضي التاريخي لفرنسا، وحضر البابا بيوس السابع ليشارك في الطقوس، لكن نابليون فاجأ الجميع حين وضع التاج على رأسه بنفسه ثم توج زوجته جوزفين في مشهد درامي خلدته لوحة الرسام جاك لويس ديفيد.
امتزجت أجواء التتويج بين الطقوس الدينية والدنيوية، وتعهد نابليون بحماية الحريات والحكم لصالح الشعب، بينما تعالت الهتافات ودوت أصوات المدافع احتفالًا بالحدث الذي غير وجه فرنسا.
وبعد عام فقط عزز نابليون مكانته بانتصاره الساحق في معركة أوسترليتز عام 1805، ليؤسس إمبراطورية أصبحت قوة مهيمنة في أوروبا، وهكذا تحولت فرنسا من ثورة شعبية إلى إمبراطورية مركزية يقودها رجل جمع بين الطموح الشخصي والمهارة السياسية والعسكرية.



