تاريخ ومزارات
جامع السلطان أحمد.. أحد أضخم المساجد في العالم الإسلامي
أسماء صبحي
جامع السلطان أحمد أو الجامع الأزرق بناه السلطان أحمد الأول، وهو أحد أشهر وأهم المساجد في مدينة إسطنبول التركية، ويقع المسجد في ميدان السلطان أحمد ويقابله مسجد آيا صوفيا، الذي حوله أتاتورك إلى متحف ثم أعيد مسجداً، ويشتهر جامع السلطان أحمد بعمارته المميزة حيث يُعد من أهم وأضخم المساجد في العالم الإسلامي.
تصميم المسجد
بني المسجد بين عامي 1018هـ – 1026هـ / 1609م – 1616م، بحسب أحد النقوش الموجودة على أحد أبوابه، ومهندسه المعماري محمد آغا أشهر المعماريين الأتراك بعد سنان باشا وداود أغا، ويقع المسجد جنوب جامع آيا صوفيا وشرق ميدان السباق البيزنطي القديم، وله سور مرتفع يحيط به من ثلاث جهات، وفي السور خمسة أبواب، ثلاثة منها تؤدي إلى صحن المسجد واثنان إلى قاعة الصلاة.
ويتكون الصحن من فناء كبير، ويتوسط الصحن ميضأة سداسية محمولة على ستة أعمدة، ةأكبر الأبواب التي تؤدي إلى الصحن يظهر فيه التأثر بالفن الفارسي، وقام المعماري العثماني صدفكار محمد أغا بتوليف أفكار معلمه معمار سنان، والسعي إلى حجم البناء المهول، والعظمة والروعة.
وللمسجد خمس قباب كبيرة رئيسية، ست مآذن، وثمان قباب صغيرة، وجاء التصميم ليعكس مئتا عام من الخبرة العثمانية في بناء المساجد، وتتضمن عمارة المسجد بعض العناصر المعمارية المسيحية البيزنطية المأخوذة من آيا صوفيا المجاور له على بعد مع العمارة الإسلامية التقليدية، وهو يعتبر آخر المساجد العظيمة في فترة العمارة العثمانية التقليدية .
والمسجد من الداخل على شكل مستطيل طولي ضلعيه 64 م و 72 م وتتوسطه قبة كبيرة يحفها أربعة أنصاف قباب، كما أن كل ركن من أركان المسجد مغطى بقباب صغيرة بها عدد كبير من النوافذ المنفذة للضوء.
موقع المسجد
ويمكن الوصول إلى جامع السلطان أحمد باسطنبول بواسطة ترامواي “باغجلار-كابتاش”، و النزول عند محطة “السلطان أحمد”، ثم المشي حوالي خمس دقائق للوصول إليه وإلى جامع آيا صوفيا.
ويعلو المسجد ست مآذن لاقت صعوبات في تشييدها، إذ كان المسجد الحرام في مكة المكرمة يحتوي على ست مآذن، ولاقى السلطان أحمد نقداًً كبيرًا على فكرة المآذن الست باعتبارها مقارنةً أو تشبيهاً بالمسجد الحرام في مكة المكرمة، ولكنه تغلب على هذه المشكلة بأن أمر ببناء مئذنة سابعة في المسجد الحرام ليكون مسجده هو المسجد الوحيد في اسطنبول وتركيا الذي يحوي ست مآذن، بينما ينفرد المسجد الحرام بسبعة مآذن وحده.
يقال أن السلطان أحمد قبل توجهه للحج كان قد أمر رئيس وزرائه ببناء مأذنة من الذهب الخالص للمسجد، فبنى ست مآذن بدلاً من أن يبني مأذنة ذهبية.