قبيلة الجبور: الحضور القبلي الأقوى في العراق المعاصر

أسماء صبحي – تعد قبيلة الجبور واحدة من أبرز وأكبر القبائل العربية في العراق خاصة في وسطه. وانتشرت عبر مدن مثل ديالى، صلاح الدين، نينوى، وكربلاء، ويعتبر عدد أعضائها بالملايين وفق تقديرات متنوعة. ويعود نسبها إلى قحطانيين من العرب الانتقالية الذين حلوا في العراق منذ حقب قديمة مع فروع دينية من السنة والشيعة.

أصول قبيلة الجبور

ينتمي الجبور إلى قبيلة الزبيدي وهي إحدى القبائل العربية التي استقرت في العراق. كما يعد جزءًا من التراكيب القبليّة الأكبر كـ الدليم والزبيد والآزة.

يستوطن الجبور بشكل رئيسي وسط العراق ويشمل ذلك ديالى ومنطقة صلاح الدين وصولًا إلى الموصل وشمال بغداد. ويقال إنهم أكبر قبيلة عربية في العراق اليوم.

البنية الاجتماعية والنفوذ

تبنى القبائل العراقية على هيكلية تضم: القبيلة، والفخذ، والبيت، وصولًا إلى الجماعة الأوسع. ويعكس هذا الهيكل الانتماء والولاء الاجتماعي والاقتصادي ضمن القبيلة.

قبيلة الجبور بفضل اتساعها لها تأثير سياسي ومجتمعي ملموس في مناطق التحكم. وخرج منها شخصيات سياسية وعسكرية بارزة مثل:

• أحمد عبدالله الجبوري: سياسي عراقي شغل منصب محافظ صلاح الدين ولديه أدوار سياسية عديدة على المستويين المحلي والوطني.
• نجيم عبدالله الجبوري: ضابط وجنرال عراقي معروف قاد تحرير الموصل من التنظيم الارهابي داعش وتولى منصب محافظ نينوى.

تجسد هذه الشخصيات الرؤية السياسية والعسكرية للقبيلة وتأثيرها في الحياة العامة.

الدين والتكوين الطائفي

تنقسم القبيلة إلى أغلبية سنية مع وجود نسبة معتبرة من الشيعة. ويضفي هذا التنوع الطائفي عنصراً من الوحدة والتنوع في الوقت نفسه ويبرهن على قدرة القبيلة على التعايش ضمن السياق العراقي المعقد.

يقول خبير في الدراسات التاريخية والقبلية في جامعة بغداد د. أحمد الجبوري، إن قبيلة الجبور تمثّل ركناً أساسياً من التركيبة القبلية العراقية. فهي تمتد عبر محافظات واسعة وتجمع بين الولاء القبلي والولاء الوطني. هذه القبيلة عبر شخصياتها ومواقفها السياسية نجحت في التأثير المحلّي وتطوير مؤسسات الدولة بغض النظر عن الانتماء الطائفي. كما جعلتها قدراتها التنظيمية الضخمة ومكانتها التاريخية حاضرة بلا منازع على الساحة العراقية.