عادات و تقاليد

عادة العرضة.. رقص القبائل ورمز الصلابة والانتماء

أسماء صبحي– عادة العرضة إحدى أبرز التقاليد والفنون التعبيرية في الثقافة القبلية العربية خاصةً في دول الخليج العربي. وتجسد هذه الرقصة الجماعية وحدة القبيلة وقوتها. وتقدم في مناسبات مهمة مثل الأعراس، والاحتفالات الوطنية، والمهرجانات الثقافية، لتغدو رمزًا للتماسك والهوية.

تطور عادة العرضة عبر الزمن

تعود أصول العرضة إلى ماضي العرب الصحراوي، حيث كانت تؤدى قبيل النزاعات والحروب لإظهار القوة والعزم المعنوي بين صفوف المقاتلين. ةكانت الرقصة المرافقة بطقوس بلاغية وشعرية وسيلة تعزز الروح القتالية وتشعل الحماسة في صفوف القبيلة. ومع انتشارها في المجتمع، تطورت لتقدم في المناسبات الاجتماعية والاحتفالية وأصبحت أحد رموز الفخر القومي العربي.

تفاصيل الأداء ومكوناته

تتميز العرضة بمكونات فنية وثقافية متعددة، منها:

  • التنظيم: تقف مجموعتان متقابلتان من الرجال أحيانًا يحملون السيوف أو العصي.
  • الإيقاع: يرافق الرقص الطبول، والدفوف، وأحيانًا المزمار.
  • المديح الشعري: تردد أبيات شعرية تقليدية تعبر عن الكرم، الشجاعة، والانتماء القبلي.

هذه الرقصة ليست فقط عرضًا جسديًا بل توظيف فني للرموز الاجتماعية والقبيلة. ووسيلة لتأكيد الهوية الجماعية والانتماء الثقافي.

العرضة بين التراث والمعاصرة

في الوقت الحاضر، أصبحت العرضة النجدية إحدى أبرز أشكال هذا التراث في السعودية وشهدت اهتمامًا حكوميًا وثقافيًا واسعًا. وتم تسجيلها كمكون ضمن قائمة التراث الإنساني غير المادي التابعة لليونسكو عام 2015. مما يرسخ مكانتها كتراث حيّ يحظى بحماية ومراعاة دولية.

وقال د. راشد العلي، باحث في التراث الشعبي بالمركز الوطني للثقافة والتراث، إن عادة العرضة ليست مجرد رقصة، بل هي أحد أبرز أشكال التعبير عن الروح القبلية. فالطبول، السيوف، الشعر، والحركات المتزامنة تعكس مكانة القبيلة وقوة روابطها. ومن المهم الحفاظ عليها من الاندثار، خاصة مع تأثير العولمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى