عادات و تقاليد

يخطفوا العروسة ويراضوا أهلها بكلب ومعزتين.. أغرب عادات الزواج عند هذه القبيلة الإفريقية

أميرة جادو

يضم العالم العديد من القبائل التي تتمسك بعاداتها وتقاليدها على مر العصور والتي قد يراها البعض عنيفة وغير مألوفة، ولعل أغرب هذه العادات تلك التي يتم ممارستها في قلب غرب إفريقيا، وتحديدًا في جمهورية غانا، داخل قبيلة “الفرافرة” لتي تتمسك بطقوس زواج تعد من أغرب العادات المتوارثة التي ما زالت تمارس حتى اليوم.

الزواج بالخطف

إذا كان أحد الرجال معجبًا بفتاة من القرية ويرغب في الزواج منها، لا يبدأ الأمر بخطبة تقليدية كما هو شائع في معظم الثقافات، بل تقوم عائلته باختطاف الفتاة، واحتجازها في منزل العائلة، فيما يشبه إعلان نية الزواج منها.

كما يستمر رجال الأسرة في حراستها ومنعها من الهروب، ما يعتبر في المفهوم المحلي، خطوة أولى على طريق الارتباط الرسمي.

الهدايا والقرابين.. مفاتيح الموافقة

وبعد اختطاف الفتاة، تتوجه عائلة العريس إلى أهل الفتاة “المخطوفة” محمّلةً بهدايا رمزية تقليدية تشمل التبغ، وجوز الكولا، وعددًا من طيور غينيا، وهي عناصر ذات قيمة ثقافية واقتصادية في المجتمع المحلي، تقدم هذه الهدايا كبادرة حسن نية، ودليل على جدية النية في الزواج.

ذبح كلب ومعزتين

وفي حال قبول عائلة العروس بهذه العروض، تبدأ مراسم رمزية تؤكد الموافقة، أبرزها ذبح كلب ومعزتين، بالإضافة إلى نحو خمسة من طيور غينيا.

كما تعد هذه الذبائح جزءًا من الطقوس التي تطهى وتقدم لاحقًا في احتفال تقليدي، يحضره أهل الفتاة والعريس، ويعتبر بمثابة إعلان رسمي للموافقة على إتمام الزواج.

المهر حجر الأساس

والجدير بالإشارة أن طقوس الزواج في قبيلة الفرافرة لا تكتمل إلا بتقديم “المهر”، الذي يمثل حجر الأساس في هذه العادة، ويتكون المهر غالبًا من مبلغ من المال، بالإضافة إلى كميات من جوز الكولا، وطيور غينيا، وأربع رؤوس ماشية.

كما يتم تقديم الوجبة التي أعدتها عائلة العريس من لحوم الذبائح إلى أهل العروس، ليتم تقاسمها بين الجميع في أجواء احتفالية، تعزز من الروابط الاجتماعية بين الأسرتين.

ويعتبر المهر في هذه الثقافة بمثابة عربون احترام وتقدير للعروس ولعائلتها، وليس فقط مقابلًا ماديًا، ويتم تقديمه لتأكيد الجدية، وإضفاء الطابع الرسمي على الارتباط.

والجدير بالذكر أن هذه الطقوس تعود إلى مئات السنين، وتعتبر انعكاسًا لنظرة القبيلة للزواج كتحالف اجتماعي وثقافي، لا يقتصر على الفردين فقط، بل يشمل عائلاتهم بأكملها، وعلى الرغم من أن عادة اختطاف العروس تبدو غريبة وربما صادمة من منظور حضارات أخرى، إلا أنها في عرف القبيلة لا تعد إهانة أو انتهاكًا، بل تعبيرًا عن الرغبة القوية في الارتباط، وتمارس غالبًا برضا العروس وعائلتها ضمنيًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى