تعرف على أشهر عادات القبائل في سيناء.. من”التبييض والتسويد” إلى “رمي الوجه”

“قطع الورايد ولا قطع العوايد”، مثل شعبي تناقلته الأجيال جيلاً بعد جيل، يجسد مدى التمسك العميق بالعادات والتقاليد داخل المجتمع السيناوي، الذي لا يزال محافظًا على إرثه الغني بالقيم الإنسانية، وثقافة متجذرة في جذور الحياة البدوية، هذه العادات تبدأ من قلب البيت السيناوي، الذي يعد اللبنة الأولى في بناء هذا الكيان الاجتماعي المتماسك.
عادات وتقاليد أهل سيناء
وتلعب المرأة السيناوية دورًا محوريًا في تأسيس البيت البدوي، فهي من تقوم بتجهيزه وبنائه، كما يراعى في ذلك أن يكون البيت مصنوعًا من شعر الماعز، لما يتميز به من خفة تسهل نقله مع تنقلات أهل البدو، إضافة إلى قدرته على الاحتفاظ بالحرارة اللازمة لمواجهة البرد القارس، ومنع تسرب مياه الأمطار إلى الداخل.
ويفتخر أهالي سيناء دومًا بأصولهم وأنسابهم، ويتحلّون بالشجاعة، وعزة النفس، وعلو الهمة، ومن أبرز العادات والتقاليد التي يتمسكون بها ما يلي:
إكرام الضيف
وفي هذا الإطار، أكد حسن سلامة باحث في التراث السيناوي، أن أهل البادية يشتهرون بكرمهم اللامحدود، وتعد الضيافة عنوانًا للتفاخر والتباهي بينهم، حيث يتسابق الجميع على إكرام الضيوف، سواء في المناسبات السعيدة، أو الأعياد، أو الجلسات العرفية، لا سيما إذا كان الضيف غريبًا عن المجتمع السيناوي.
القضاء العرفي
أما عن القضاء العرفي، أوضح “سلامة”، أنه نظام قانوني تقليدي سنّته قبائل سيناء للفصل بين المتنازعين، يقسم القضاة حسب نوع القضايا، فمثلًا: “قضاة منقع الدم” يتولون قضايا القتل والقصاص، و”قضاة العقبى” يبتون في قضايا النساء وحقوقهن، أما “قضاة الأحمدي” فهم مسؤولون عن قضايا الاعتداء على البيوت، و”قضاة الزيادي” يعنى بهم في قضايا السرقة والاعتداءات، كما تعد الأحكام الصادرة عن الجلسات العرفية ملزمة لجميع الأطراف المتنازعة.
حفظ الأنساب
كما أشار “سلامة”، إلى أن البدو يفتخرون بنسبهم، ويميلون إلى نسبه للأجداد الأوائل، وتبدأ سلسلة النسب من العائلة الصغيرة المكونة من الأب، والأبناء، والزوجة، والإخوة، ثم تتفرع إلى الفصيلة التي تضم عددًا من العائلات، فالبطون، ثم العمارة، والتي تتكون منها القبيلة، ومن ثم تشكل الشعب الأكبر.
العَطوة أو الهدنة
عندما تتفاقم النزاعات بين قبيلتين وتطول مدتها، يمكن لأحد الطرفين طلب هدنة تعرف بـ”العَطوة”، وتمتد فترة هذه الهدنة عادةً من ثلاثة أسابيع وقد تصل إلى شهرين أو سنة كاملة، حسب طبيعة النزاع.
الأخوة أو الطلوع
ومن العادات المهمة أيضًا ما يعرف بـ”الأخوة”، وهي انضمام قبيلة ضعفت بفعل حرب أو نزاع إلى قبيلة أخرى، لتقوية موقفها والحفاظ على كيانها أمام الخصوم.
التبييض والتسويد
“التبييض” هو رفع راية بيضاء فوق بئر ماء معروف أو بالقرب منه كرمز للسلام أو السيطرة.
أما “التسويد”، فهو رفع راية فوق طريق يسلكه شخص ارتكب فعلاً مشينًا، كإشارة إلى رفض سلوكه أو تحذير الآخرين منه.
رمي الوجه
وفي الختام، أوضح “سلامة”، أن هذه العادة تحدث حين يلجأ شخص ما إلى شيخ من وجهاء القبيلة، بهدف التدخل لمنع خصومة أو قتال بين أفراد أو قبائل، فإذا نادى أحدهم قائلاً: “رميت وجهي” أو “رميت وجه فلان”، تتوقف المواجهة فورًا احترامًا لهذا الوجه، وإن لم يتوقف النزاع، يحال الأمر إلى القاضي العرفي للبت فيه.



