“وما ارسلناك الا رحمة للعالمين” بقلم الدكتور عونى القبيصى شيخ الطريقة القبيصية
“وما ارسلناك الا رحمة للعالمين”
بقلم الدكتور عونى القبيصى شيخ الطريقة القبيصية
دار الفلك دورتة وعادت الأيام كعادتها وها نحن نستقبل شهر ربيع الأول الذي جاء يهتف بأخلد ذكرى تعارفتها الانسانيه ذكرى سيد الكائنات وصفوة الأصفياء محمد صلوات ربي وسلامه عليه
فداك ابي وامي يا رسول الله: فأنت معجزه الانسانيه للبشر، وأنت سفينه الدنيا للاخره فمن ذا الذي يحيط بك وصفا ومعانيك أكبر من ان يتناولها الكلام وصفاتك أجل من ان يتكلم بها الخطباء او يكتب عنها الكاتبون سيدي رسول الله إن الواقف أمام سيرتك المرضيه كالواقف أمام روضه فيحاء وحديقه غناء يقلب الطرف فيها من جميل الي أجمل ويحيل الفكر فيها من بديع الي أبدع حتي خلب طرفه جمالها وأذهب لبه إبداعها فلا يدرى أي ازهارها يقتطف ولا اي ورودها يجتني سيدي يا رسول الله: لقد جمع الله عز وجل لك يا حبيب الله أرواح الأنبياء في عالم الاذل وأخذ عليهم جميعا العهود والمواثيق ان يؤمنوا برسالتك وأن يصدقوا دعوتك ثم اشهدهم علي هذا العهد الوثيق وكان معهم من الشاهدين ولقد سجل الله تعالي لك هذا الفخر الخالد في القرءان الكريم حيث يقول (وإذا أخذ الله ميثاق النبين لما اتيتكم من كتاب ورحمه ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقرتم واخذتم علي ذلكم اصرى قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين )
سيدي يا رسول الله لقد أرسلك الله تعالى بعد ان ضربت الفوضي اطنابها في كل مكان واقيمت الوحشيه مقام الانسانيه وكان العالم وقتئذ كالسفينه التي فقدت ربانها في بحر لجى متلاطم الامواج يغشاه موج من فوقه موج من فوقه السحاب .وما أحوج السفينه إلي ربانها فأنت الربان يا سيدي يا رسول الله جمعت العرب بعد شتات وايقظت العالم من سبات وطهرت الارض من الاوثان والأصنام ونظفت القلوب من الاحقاد والاضغان ورسمت لأمتك ما ان تمسكت به لن تضل ابدا.
سيدي يا رسول الله نظمت بدينك الناس أجمعين والله معك يكلؤك ويؤيدك وكفي بالله وليا وكفي بالله نصيرا فما أحوج المسلمين اليوم الي لمحه من لمحاتك السماويه ونفحه من نفحاتك القدسيه يوحدون علي نورها صفوفهم حتي يعود للإسلام عزه ومجده وللمسلمين سلطانهم ومكانتهم
سيدي يا رسول الله لقد بعثك الله بالقرءان رحمه للعالمين فحررت الدنيا بهتاف التوحيد وجعلت على ظهر هذه الأرض العدل والسلام والأمن والرحمه فأصبح الناس في عهدك يا رسول الله امه واحدة متراحمه متكافئة حتي ان من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا لقد احلت الوجود الي مجاريب للعباده والناس الي إخاء ومودة فكانت امتك امه العزه في ظل الطاعه والوحدة تحت لواء المحبه امه الخلافه في الارض سلاما وامنا وخيرا وعدلا
امه الله:وهي خير امه اخرجت للحياة لانها تحمل أكمل الرسالات وأفضل التشريعات
ولدي الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وثناء
الروح والملأ الملائك حوله
للدين والدنيا به بشراء
والعرش يزهو والحظيرة تزدهى
والمنتهي والسدرة العصماء
سيدي يا رسول الله :
وفي مناسبه هذه الذكرى العاطرة نذكر جهاده صلي الله عليه وسلم في سبيل توحيد الله تعالي وإخلاص العبادة له وحده وتحطيم الأصنام وعقائد أهل الجهل والأوهام وتحرير العقول من الخرافات والاباطيل وتزويدها بالعلم النافع في الدنيا والدين ودعوته إلي التدبير في الكون ومحاولة الوصول إلي فهم المستطاع من أسراره والي الحب والتراحم والتآلف والتعاون وكل خلق كريم فلا يتعالى احد علي أحد بأي سبب وتذكر دعوته الي الحريه الفاضله والشورى والعدالة الكامله ودعوته الي العمل المنتج الصادق لخير الفرد والمجتمع فتزداد ايمانا بان الاسلام دين العلم والحضارة والتقدم والرخاء والسلام لانه دين العقائد السليمة والعبادات الخالصة القويمه والتربيه المثاليه للشعوب والأمم ونوقن حق اليقين بخطاب الله تعالي لنبيه الأمين (وما ارسلناك الا رحمه للعالمين )