” أبو الحسن “بطل القوات الخاصة البحرية والمجموعة 39 قتال
كتبت شيماء طه
تُخلد ذكرى البطل المصري علي أبو الحسن، أحد أبطال القوات الخاصة البحرية وعضو المجموعة 39 قتال، بواحدة من أنجح العمليات العسكرية خلال حرب الإستنزاف.
ترك الشهيد إرثًا من البطولات، ومن بين هذه البطولات، قصة إحضار أول أسيرة من الجيش الإسرائيلي. يروي أبو الحسن هذه العملية بنفسه في كتاباته، حيث يعتبرها الأهم في حياته العسكرية.
خلفية العملية: الإستفزاز الإسرائيلي المتكرر
خلال حرب الاستنزاف، إعتاد الجنود الإسرائيليون على إستفزاز الجنود المصريين المتمركزين على الضفة الغربية لقناة السويس، خاصة في أيام السبت، حيث كانوا يجلبون الفتيات الإسرائيليات للتسلية، ويقومون بالسباحة في القناة في تصرفات تهدف إلى إستفزاز المصريين.
قرر الشهيد العميد إبراهيم الرفاعي أن يضع حدًا لهذه الإستفزازات بتنفيذ عملية أسر إحدى هؤلاء الفتيات. كُلف علي أبو الحسن بالتخطيط والتنفيذ، وبدعم من فريقه، بدأ في إعداد الخطة بدقة.
إعداد دقيق للعملية
كان التحدي الأكبر هو التسلل دون كشف الهوية، خاصة أن أجهزة التنفس تحت الماء المتاحة آنذاك كانت تصدر فقاعات يمكن رصدها بسهولة. لذلك، سافر أبو الحسن إلى الإسكندرية لجلب أجهزة تنفس مغلقة تعمل بالأكسجين.
تم رصد توقيت نزول الجنود الإسرائيليين للمياه بين الساعة الخامسة والسادسة مساءً.
وفي ذلك اليوم البارد، نزل أبو الحسن إلى القناة قبل الموعد المحدد، وإستمر في السباحة حتى وصل إلى عوامة تتوسط المسافة بين الضفتين.
اللحظة الحاسمة
إنتظر أبو الحسن تحت الماء لمدة ساعة كاملة، ممسكًا بطرف الحبل الذي كان يتصل بزملائه على الشاطئ.
وفي اللحظة المناسبة، جذب العميد إبراهيم الرفاعي الحبل كإشارة إلى نزول الجنود الإسرائيليين إلى المياه، إقترب الجنود من العوامة، وفجأة، قرروا العودة إلى الشاطئ.
لحسن الحظ، كانت هناك فتاة إسرائيلية في نهاية الصف. إندفع أبو الحسن نحوها، وأمسك بها بحبل محكم. بدأت الفتاة بالصراخ، وبدأ الإسرائيليون بإطلاق النار حولهما لتجنب إصابتها. سحب زملاؤه الحبل بسرعة حتى وصلوا إلى الضفة المصرية.
نتائج العملية
تم أسر الفتاة الإسرائيلية بنجاح، ورغم مقاومتها وصراخها، أصبحت العملية رسالة واضحة للإسرائيليين.
توقف الجنود الإسرائيليون عن النزول إلى مياه القناة بعد هذا الحادث. ولاحقًا، تم تبادل هذه الفتاة مع عدد كبير من الأسرى المصريين، مما أضاف إنجازًا جديدًا إلى سجل المجموعة 39 قتال.
البطل الذي لا يُنسى
تظل عملية أسر الفتاة الإسرائيلية علامة فارقة في سجل البطولات العسكرية المصرية خلال حرب الاستنزاف.