مرأه بدوية

أم كلثوم بنت عقبة: البطلة التي هاجرت في سبيل الله

تركت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، الصحابية الفاضلة بصمة لا تمحى في تاريخ الإسلام، هي أخت الصحابي الجليل عثمان بن عفان لأمه. تزوجت في البداية من زيد بن حارثة -رضي الله عنه- الذي استشهد في غزوة مؤتة، ثم تزوجت الزبير بن العوام -رضي الله عنه- وأنجبت له ابنتها زينب، لكن الزبير طلقها ليتزوجها بعد ذلك عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-، فأنجبت له إبراهيم وحميدًا. ومع وفاة عبد الرحمن بن عوف، تزوجت عمرو بن العاص، فمكثت معه شهرًا فقط ثم توفيت في خلافة الإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-.

من هو أم كلثوم بنت عقبة:

عاشت أم كلثوم حياة مليئة بالصدق والإيمان، وكانت نموذجًا للمرأة المخلصة الموفية في حياتها الأسرية. لكن قصتها لا تقتصر على هذه الجوانب فحسب، فهي أيضًا تحمل قصة مهاجرة صادقة هربت من عذاب قريش لتكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فرض كفار قريش في صلح الحديبية، على المسلمين شرطًا قاسيًا مفاده أنهم سيعيدون أي شخص يهرب إليهم من المسلمين، حتى لو كان على دينهم، فكان هذا الشرط بمثابة اختبار صعب على كل من آمن من أهل مكة ولم يهاجر بعد. لكن أم كلثوم، التي أسلمت قبل هذا الصلح، كانت من أوائل من قرروا الهجرة رغم هذا الشرط الجائر.

وفي هذا الصدد قال الدكتور فتحي عثمان أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن الفتاة المكية كانت تعيش في صراع داخلي، إذ تعرضت لضغوط شديدة بعد فرض هذا الشرط، لكنها لم تحتمل رؤية المعاناة التي يتعرض لها المسلمون في مكة، فقررت أن تهاجر إلى المدينة المنورة. لم تخبر أحدًا بنيتها، وخرجت بمفردها، متوكلة على الله، تقصد المدينة طلبًا لجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان معها فقط إيمانها وثقتها بالله. وأثناء رحلتها، لقيت قافلة من خزاعة، وكانت قد علمت بأن خزاعة قد دخلت في حلف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضد قريش، فوثقت بهم ورافقته حتى وصلت المدينة بأمان.

وفي الوقت نفسه، بدأ أهلها في البحث عنها، وأدركوا أنها هاجرت إلى المدينة. لكنهم علموا أن بين قريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم عهدًا، فقرروا إرسال أخويها، عمارة والوليد، إلى المدينة طالبين من رسول الله أن يفي لهم بالعهد. وعندما علمت أم كلثوم بقدوم أخويها، كانت على يقين من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيحقق لهم وعده.

ثم قابلت أم كلثوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت له: “يا رسول الله، أنا امرأة وحال النساء إلى ما قد علمت من الضعف، فأخشى إن رددتني إليهم أن يفتنوني في ديني، ولا صبر لي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى