أشهر ملوك الفراعنة قادة مصر القديمة الذين صنعوا التاريخ

كتبت شيماء طه

تميزت الحضارة المصرية القديمة بحكامها العظماء، الذين تركوا بصمة خالدة في التاريخ.

كان ملوك الفراعنة ليسوا مجرد حكام سياسيين، بل كانوا أيضًا زعماء دينيين مقدسين، لعبوا دورًا أساسيًا في توجيه الدولة وتوسيع نفوذها. من بين هؤلاء الملوك، تألقت أسماء مثل رمسيس الثاني، تحتمس الثالث، توت عنخ آمون، وحتشبسوت، الذين ساهموا في صياغة تاريخ مصر القديمة.

رمسيس الثاني الملك المحارب

رمسيس الثاني، أو رمسيس الأكبر، يُعتبر أحد أعظم ملوك الفراعنة وأكثرهم شهرة. حكم مصر خلال القرن الثالث عشر قبل الميلاد في الفترة المعروفة بالمملكة الحديثة.

تميز عهده بالاستقرار والازدهار، إلى جانب حملاته العسكرية الناجحة التي عززت نفوذ مصر في الشرق الأوسط.

واحدة من أبرز إنجازاته العسكرية هي معركة قادش، التي خاضها ضد الحيثيين.

رغم أن النتيجة كانت غير حاسمة، إلا أن رمسيس الثاني إستغلها لترويج صورة إنتصار كبير، مما رسخ مكانته كملك محارب لا يُقهر.

كما أبرم أول معاهدة سلام معروفة في التاريخ مع الحيثيين بعد هذه المعركة.

على صعيد آخر، شهد عهد رمسيس ازدهارًا في العمارة والبناء ، من أبرز مشاريعه كان بناء معبد أبو سمبل، الذي يخلد ذكراه إلى اليوم.

أضاف رمسيس الكثير من المعابد، المسلات، والتماثيل الضخمة التي تعبر عن قوته ونفوذه.

كان يُعرف بإقامة العديد من النصب التذكارية في مختلف أنحاء مصر، ما ساعد في تخليد اسمه في الذاكرة الجماعية.

تحتمس الثالث نابليون مصر القديمة

تحتمس الثالث كان أحد أعظم الفراعنة المحاربين في تاريخ مصر. حكم في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وقاد حملات عسكرية ناجحة خارج حدود مصر، مما أكسبه لقب “نابليون مصر القديمة”.

قام بتوسيع الإمبراطورية المصرية لتشمل أجزاء من فلسطين وسوريا، وجعل مصر أقوى دولة في الشرق الأوسط آنذاك.

تميز تحتمس الثالث بقدرته الفذة على التخطيط العسكري والقيادة.

خاض 17 حملة عسكرية خلال فترة حكمه، وكان يحقق الانتصارات واحدة تلو الأخرى. إحدى أبرز معاركه هي معركة مجدو، التي تعتبر من أقدم المعارك المسجلة في التاريخ.

تحتمس الثالث لم يكن فقط ملكاً محارباً، بل كان أيضًا إداريًا محنكًا ، إهتم بتنظيم الدولة وتطوير بنيتها الإدارية، وكان له تأثير كبير على الاقتصاد المصري من خلال إدارة الأراضي والزراعة.

كما بنى العديد من المعابد والمعالم لتخليد انتصاراته وإنجازاته.

توت عنخ آمون الفرعون الذهبي

على الرغم من أن توت عنخ آمون لم يكن أحد أشهر الفراعنة أثناء حياته، إلا أن اكتشاف مقبرته في وادي الملوك عام 1922 جعله أحد أشهر ملوك الفراعنة في العصر الحديث.

كان توت عنخ آمون ملكًا شابًا اعتلى العرش في سن صغيرة جدًا، وحكم لفترة قصيرة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.

أحد أهم جوانب حكمه هو إعادته لعبادة الآلهة التقليدية بعد فترة حكم والده أخناتون، الذي حاول فرض عبادة إله واحد هو آتون ، قاد توت عنخ آمون جهودًا لإعادة التوازن الديني في مصر وإعادة بناء المعابد التي تضررت في عهد والده.

مقبرة توت عنخ آمون كانت مليئة بالكنوز الثمينة والآثار الرائعة، ما جعلها اكتشافًا أثريًا فريدًا من نوعه.

أحد أبرز هذه الكنوز هو القناع الذهبي الشهير للملك، الذي يعكس البراعة الفنية والدينية في ذلك العصر.

حتشبسوت الملكة الفرعون

كانت حتشبسوت واحدة من النساء القليلات اللواتي حكمن مصر كفرعون، حكمت خلال القرن الخامس عشر قبل الميلاد واعتُبرت من أكثر الحكام تأثيرًا في مصر القديمة.

كانت حتشبسوت مشهورة بمشاريع البناء العظيمة، ومنها معبد الدير البحري في الأقصر، والذي يعتبر من أجمل المعابد في مصر.

تميز حكم حتشبسوت بالسلام والازدهار، حيث ركزت على تعزيز العلاقات التجارية بدلًا من الفتوحات العسكرية.

أرسلت بعثات تجارية إلى بلاد بونت (الصومال حاليًا) لتبادل السلع الثمينة مثل العاج والأخشاب والتوابل ، هذا التوجه عزز الاقتصاد المصري وساهم في تنمية العلاقات الخارجية.

رغم أن حتشبسوت واجهت تحديات كبيرة في الحفاظ على حكمها كفرعون، إلا أنها أثبتت نفسها كقائدة قوية ومؤثرة.

بعد وفاتها، حاول خلفاؤها محو اسمها من السجلات الملكية، إلا أن إنجازاتها وعمارتها العظيمة لا تزال تشهد على عظمتها كملكة حكمت مصر بنجاح.

ملوك الفراعنة كانوا أعمدة الحضارة المصرية القديمة، حيث ساهموا في تشكيل معالم التاريخ من خلال إنجازاتهم العسكرية والمعمارية والدينية.

رمسيس الثاني، تحتمس الثالث، توت عنخ آمون، وحتشبسوت، كانوا من بين أعظم هؤلاء الحكام الذين استمر تأثيرهم على مصر والعالم حتى يومنا هذا.