في الذكرى الـ 51 لنصر أكتوبر.. “ملحمة العزة” التي وثقت قدرات القوات المسلحة في التخطيط وإدارة الحرب
أميرة جادو
تحل علينا اليوم الذكرى الـ 51 لنصر أكتوبر المجيد، ذلك النصر الذي قاتل المصريون من أجله ودفعوا أثمانًا غاليةً من دمائهم الطاهرة، ليستردوا جزءًا غاليًا وعزيزًا من أرض الوطن، وقد سبق ونشرت وزارة الدفاع المصرية، وثائق عسكرية سرية نادرة، يعود تاريخها إلى حرب السادس من أكتوبر 1973، حين بدأت مصر وسوريا هجوما مفاجئا وجريئا ضد إسرائيل؛ لاسترداد الأراضي المحتلة، في حرب ضارية استمرت نحو 3 أسابيع.
وجاءت الوثائق تحت عنوان “وثائق حرب أكتوبر 1973.. أسرار الحرب”، شملت تقارير العمليات القتالية، ووضع القوات، وسجلات المعلومات الاستخبارية، ومعلومات مفصلة عن التخطيط الإستراتيجي للحرب، وتقييما للوضع الداخلي لمصر وإسرائيل، وتفاصيل أخرى.
وفي هذا الإطار، كشف محمد عبد الرحمن راضي، أمين سر لجنة الدفاع عن القومية بمجلس النواب، أن الوثائق الرسمية الخاصة بحرب أكتوبر 1973، التي نشرها الموقع الرسمي لوزارة الدفاع في بداية العام الجاري، تحتوي على التخطيط الاستراتيجي العسكري للحرب، وإدارة مختلف مراحلها حتى وقف إطلاق النار، وكذلك تفاصيل عن كيفية تصفية الثغرة، ممثلة في الخطتين “شامل” و”شامل المعدلة”، بالإضافة إلى إجراءات فض الاشتباك وانسحاب القوات الإسرائيلية. وشدد الأعضاء على أن هذه الوثائق تحمل رسالة مهمة في هذا التوقيت الحساس، نظرًا لما تعكسه من قوة وقدرة القوات المسلحة المصرية.
تأكيد قوة الجيش المصري
وأردف “راضي”، أن الوثائق التي نشرتها وزارة الدفاع تعكس مدى قوة وقدرة القوات المسلحة المصرية على مواجهة أي تحديات أو محاولات تعدٍ. واعتبر راضي أن نشر هذه الوثائق في هذا التوقيت يعتبر رسالة واضحة للعالم بأسره حول كفاءة الجيش المصري واستعداده الدائم للدفاع عن الوطن.
توثيق لقدرة مصر الاستراتيجة
أوضح راضي أن هذه الوثائق تقدم توثيقًا واضحًا لكيان الجيش المصري، والتخطيط الاستراتيجي الذي اتبعه خلال حرب أكتوبر 1973، مشيرًا إلى أن ما ورد في هذه الوثائق لا يزال يُدرّس في المعاهد والأكاديميات العسكرية حول العالم، مما يؤكد على القيمة التاريخية والعلمية لهذه الوثائق. واعتبر أن نشرها في هذا التوقيت يعيد التأكيد على قوة الجيش المصري، ويرسل رسالة إلى الأجيال الحالية التي لم تعاصر تلك الحرب، لزيادة الوعي الوطني، وتوضيح مدى التلاحم بين الشعب المصري وقواته المسلحة في مواجهة أي تهديدات تمس أمن البلاد.
أعظم إنجازات الجيش المصري
كما أشاد اللواء إبراهيم المصري، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، بالوثائق الرسمية التي نشرتها وزارة الدفاع في بداية عام 2024، لافتًا إلى أن حرب أكتوبر ستظل إحدى أعظم إنجازات القوات المسلحة المصرية، والتي شهدت تخطيطًا استراتيجيًا لم يسبق له مثيل.
وأكد أن نشر هذه الوثائق تبرز مدى التخطيط الدقيق والتعاون بين مختلف أفرع القوات المسلحة، فضلًا عن التنفيذ السريع والناجح لخطة الخداع الاستراتيجي التي كانت إحدى أهم عوامل النجاح.
رسالة للعالم بقدرة الجيش المصري وأخلاقياته
وأكد اللواء إبراهيم المصري أن نشر هذه الوثائق يؤكد على أن الجيش المصري قادر على التعامل مع كافة الجبهات والسيناريوهات بفضل عقيدته الراسخة في حماية الوطن، دون أن يكون جيشًا معتديًا، علاوة على أنها تكشف عن السلوكيات الرفيعة والأخلاقيات التي تحلى بها الضباط والجنود المصريون خلال حرب أكتوبر 1973، حيث تم التعامل مع الأسرى الإسرائيليين وفقًا للقوانين الدولية، ودون المساس بهم أو التعدي على ممتلكاتهم. وأبرز أن الجيش المصري، رغم قوته، ظل مدافعًا عن وطنه باحترام كامل لأخلاقيات الحرب، وهو ما يؤكد طبيعته كجيش مدافع لا معتدٍ.