أنساب

المهدي العباسي..خليفة مصلح وحكيم

المهدي العباسي..خليفة مصلح وحكيم

ولد الخليفة العباسي الثالث، أبو عبد الله محمد المهدي، عام 127 هـ / 745 م، ونشأ في بيئةٍ مُثقفةٍ وفارهةٍ، حيث حرص والده، الخليفة المنصور، على توفير أفضل تعليمٍ له. تميّز المهدي بذكائه وفطنته، ونال إعجاب والده ومَن حوله بصفاته الحميدة، ممّا جعله خيارًا طبيعيًا لخلافة والده.

 

فقد بويع المهدي بالخلافة عام 158 هـ / 775 م، بعد وفاة والده. تزعم مصادر تاريخية أنّ والده المنصور قد أوصى بِه وليًا للعهد دون منازع، بينما تشير مصادر أخرى إلى وجود صراعٍ على الخلافة بين المهدي وشقيقه عيسى بن موسى، انتهى بانتصار المهدي.

 

كما تميّزت خلافة المهدي بالعديد من الإنجازات الهامة، نذكر منها:الإصلاحات الإدارية حيث عمل المهدي على إعادة تنظيم الدولة وتقوية أركانها، من خلال تعيين ولاةٍ أكفاء وتقسيم الدولة إلى ولاياتٍ إدارية مُنظمة.
و اهتمّ المهدي بتنشيط التجارة والزراعة، ممّا أدّى إلى تحسين الوضع الاقتصادي للدولة وازدهارها.
وقد شهدت خلافة المهدي عصرًا ذهبيًا للثقافة والعلم، حيث شجّع على الترجمة من اللغات الأجنبية وبناء المكتبات ودعم العلماء ولقد قاد المهدي بنفسه العديد من الحملات العسكرية، ممّا أدّى إلى توسيع رقعة الدولة العباسية وتقوية جيشها كماسعى المهدي لمحاربة الزندقة والبدع، ونشر المذهب السنيّ في جميع أنحاء الدولة.
كما اشتهر المهدي بسلوكه السويّ وصفاته الحميدة، فكان كريمًا عادلاً، حنونًا على رعيته، مهتمًا بشؤونهم. كما كان متواضعًا زاهدًا في الدنيا، يُحبّ العلم والمعرفة.

 

وقد توفي المهدي عام 169 هـ / 785 م، تاركًا خلفه دولةً قويةً ومزدهرةً، وسمعةً طيبةً خلدت ذكراه في التاريخ.

 

وباختصار يعد المهدي العباسي أحد أبرز الخلفاء في التاريخ الإسلامي، حيث تميّزت خلافته بالإنجازات العظيمة في مختلف المجالات، ممّا جعلها حقبةً ذهبيةً للدولة العباسية. كما عُرف بصفاته الحميدة وسلوكه العادل، ممّا جعله محبوبًا من قبل رعيته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى